كاهن كاثوليكي يطلق صرخة استغاثة: أرجوكم لا تنسوا سوريا!

الأب فادي نجّار-غلاف الأب فادي نجّار | Provided by: Father Fadi Najjar

بدعوة من جمعيّة «عون الكنيسة المتألمة» (إسبانيا)، زار الأب فادي نجّار، كاهن من الروم الملكيين الكاثوليك، ثماني مدن إسبانيّة قدّم فيها شهادته عن الواقع الذي يعيشه مسيحيّو سوريا، وهو الآتي من حلب، المدينة التي وُلِدَ فيها ويخدم فيها حاليًّا، وأكثر المدن تضرّرًا في خلال الأزمة السوريّة غير المنتهية. وقد تركت تلك الشهادة انطباعًا حسنًا وقويًّا لدى الحاضرين الذين استغربوا طريقة عيش المسيحي السوري لإيمانه العميق والمتجذّر في ظلّ تلك الظروف الصعبة.

الأب فادي نجّار. Provided by: Father Fadi Najjar
الأب فادي نجّار. Provided by: Father Fadi Najjar

في حديث خاصّ إلى «آسي مينا»، قال الأب نجّار عن جولته: «امتدّت الزيارة على مدار 13 يومًا، وشملت مدريد، وسرقسطة، وبرشلونة، واليكانتي، وفالنسيا، وتوليدو، وقرطبة، ومالقا. وشمل البرنامج اليوميّ العام إجراء مقابلات مع مجلّات وقنوات تلفزيونيّة ومحطات راديو صباحًا، وقداسًا يليه محاضرة في فترة بعد الظهر. وكان محتوى شهادة الحياة التي قدّمتها في الحقيقة إجابات عن ثلاثة أسئلة رئيسيّة».

وتابع: «السؤال الأوّل: كيف يعيش المسيحيّون في سوريا؟ أضف إليه: ما الوضع الحالي لمدينة حلب؟ تحدّثتُ عن الفقر الشديد الذي يجتاح عددًا كبيرًا من العائلات إذ يتلقّى أكثر من 85% من الشعب المعونات الإغاثيّة، فمتوسّط دخل العامل الشهري 40 يورو! ذلك عدا عن المخاض الصعب الذي يعيشه أهالي المدينة مع انعدام الكهرباء وعدم توفّر المازوت والبنزين وغيرها من المشتقات النفطيّة، والذي نتج عنه ترك الناس من دون تدفئة. وما زاد الأمر سوءًا جائحة كورونا والوضع الاقتصادي والسياسي في لبنان، والعقوبات الدوليّة المفروضة على سوريا والتي آذت الشعب السوري قبل أيّ جهة أخرى. نتيجة لكل ما سبق، يعيش المسيحيّون بألم ومعظمهم يبحث عن طريقة مناسبة للخروج من البلاد والبحث عن حياة أفضل».

وأضاف: «السؤال الثاني: ما دور الكنيسة والمنظمات الكاثوليكيّة، وما أهمّيتها في سوريا-حلب؟ سلَّطتُ الضوء هنا على عمل المنظمات الموجودة على الأرض السوريّة منذ بداية الحرب، ولا سيّما جمعيّة عون الكنيسة المتألمة، واستفضت بشرح مشاريع الجمعيّة التي يقارب عددها 135 مشروعًا حتى الساعة، وتناولتُ بشكل خاصّ مشروعي نقطة حليب ودعم المتزوّجين حديثًا. إن الفكرة التي أردت إيصالها لهم أننا نحن مسيحيي سوريا "نقدّم الإيمان"، وأنتم تقدّمون المساعدة لكي نحافظ على هذا الإيمان. نحن نقدّم المثال حول عيش المسيحيين بالرغم من كل الصعوبات، والكنيسة في العالم تساعدهم كي لا يغادروا وطنهم قدر المستطاع».

وأردف: «السؤال الثالث: كيف أجسّد إيماني المسيحي؟ ما معنى أن أكون مسيحيًّا في بلد متألم؟ أجبتُ: نحن نعيش طريق الجلجثة، متأمّلين كل يوم في وجه يسوع المصلوب والمتألم؛ هو في قلوبنا، ويعمل من خلالنا. إنه يبكي معنا ويتألم من أجلنا، لم يكن سبب ألمنا بل الإنسان هو من خرج عن مشيئته. نحن نقول دائمًا إن الله معنا، ففي كل يوم نسمع صوت الله من خلال علامات نكتشفها في مدينتنا ونشعر بها. لا نعلم متى ستنتهي الحرب لكن ما يدفعني للبقاء هو إيماني وعشقي لكنيستي، ومعظم الأساقفة والكهنة والرهبان والراهبات لم يغادروا البلاد حيث لا تزال الكنيسة إلى جانب الشعب المتألم».

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته