قصّة المجوسي الرابع الذي باع لآلئه للقاء يسوع

المجوسي الرابع المجوس في طريقهم إلى بيت لحم بحثًا عن المولود الجديد | Provided by: Ambrose Dudley/Pinterest

تروي قصّة قديمة من التقليد المسيحي أسطورة زيارة المجوس ليسوع المسيح في يوم ميلاده، وقد كان عددهم أربعة لا ثلاثة، وانطلقوا من أرض المشرق، حسب ما يروي الرسول متى الإنجيلي، متّبعين النجم الذي أنبأهم بولادة مخلّص البشريّة، حاملين معهم ذهبًا ومرًّا ولبانًا، هدايا للمولود الجديد. أمّا المجوسي الرابع، فحمل معه حجارة كريمة من الياقوت والزمرّد واللؤلؤ.

لم يكن هناك ما يقود المجوس إلى مكان ولادة طفل المغارة سوى نجم غريب لامع ظهر في السماء، فعرفوا من خلال دراستهم النجوم والفلك أنّه إشارة لميلاد ملك عظيم. وفي أثناء ترحالهم، اضطرّ أحدهم إلى التخلّف عن الباقين لأجل أمرٍ ما، واعدًا إيّاهم باللحاق بهم بعد فترة قصيرة ليروا الطفل في بيت لحم ويسجدوا له.

وقد صادف ذلك المجوسي الرابع في طريقه سيّدًا يضرب عبده بوحشيّة، فحزن جدًّا وقرّر تقديم الياقوت للرجل الظالم كي يخلّص العبد المسكين منه، فأصبح هذا الأخير خادمًا مخلصًا للمجوسي.

تابع المجوسي سيره ليصل إلى قرية صغيرة، وسأل أهلها عن رفاقه، فأخبروه بأن المجوس الثلاثة قد اجتازوها مسرعين، وقرّر الإسراع للّحاق بهم إلّا أنه توقّف عند أرملة تبكي بحرقةٍ شديدة في أحد الأزقّة، وسألها: ما الذي يبكيكِ يا امرأة؟ فأجابته: ابني الوحيد مريض وليس لديّ مال لآخذه إلى الطبيب أو أشتري له الدواء، وهو سيموت لا محالة. فَرَقَّ قلب المجوسي وفكّر بإعطائها الزمرّد لمساعدة ابنها.

وباع الزمرّد مُقدِّمًا المال للأرملة لتأخذ ابنها إلى الطبيب، ثمّ اشترى له الأدوية وانطلق مسرعًا ليلحق برفاقه، لكنه وصل متأخّرًا ولم يجد الطفل يسوع في بيت لحم لأنه كان قد انتقل مع مريم ويوسف إلى مصر، هربًا من بطش هيرودس الذي أمر بقتل كل طفلٍ دون السنتَيْن من العمر.

تابع المجوسي بحثه عن يسوع طويلًا في مصر بلا جدوى، إذ كانت العائلة المقدّسة قد عادت في هذه الأثناء إلى الناصرة. ومرّت سنوات عدّة، فعَلِمَ أن نبيًّا عظيمًا قد ظهر في أرض كنعان، وأن ألوفًا من الناس يتبعونه، وأن كلامه يغيّر حياة كثيرين، فأراد أن يراه، راجيًا أن يكون المخلّص الذي بحث عنه منذ سنين طويلة.

لكن السفر من مصر إلى أرض كنعان أصبح مكلفًا، فباع المجوسي الرابع اللؤلؤة الثمينة الأخيرة التي كان يمتلكها ليحقّق حلمه بلقاء المخلّص. وعندما وصل إلى أرض كنعان، قصد جبل طابور حيث رأى النبيَّ وسمعه يقول: «كل ما فعلتموه لأحد إخوتي هؤلاء الصغار، فلي فعلتموه، وكل ما تريدون أن يفعله الآخرون من أجلكم، افعلوه أنتم أوّلًا».

تأثّر المجوسي بهذا الكلام وغمره فرح عظيم. وفي أثناء نومه، تراءى له يسوع في الحلم، واقترب منه وفتح ثوبه لِيُرِيَهُ قلبَهُ وفيه الياقوت والزمرّد واللؤلؤة، قائلًا: «أيّها المجوسي الطيّب، لقد قدّمتَ لي أعظم الهدايا، قلبك المُحِبّ، فأنا أعرف كل شيء».

لعلّ هذه القصّة خير عبرة لنا، فنحن نستطيع بدورنا أن نكون كالمجوسي الرابع، سائرين في رحلة البحث عن يسوع المخلّص ولقائه. لنُهيّئ إذًا العطيّة التي يجب أن نقدّمها له في بداية هذه السنة الجديدة!

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته