العبسي في رسالة الميلاد: السماء والأرض تتّحدان بولادة المسيح

كلمة البطريرك يوسف العبسي بطريرك الروم الملكيين الكاثوليك يوسف العبسي | Provided by: Melkite Greek Catholic Patriarchate

وجّه بطريرك الروم الملكيين الكاثوليك يوسف العبسي في رسالته الميلاديّة دعوة إلى المؤمنين كي تكون زيارتهم ليسوع في المغارة هذا العام زيارةً لجميع الفقراء والمهمّشين الذين يولدون داخل مغارتهم في الشوارع ويجرجرون أنفسهم في البرد أو الحرّ، حاضًّا إيّاهم على أن ينقلوا لهم المغارة والمذود إلى الشارع حيث هم من أجل أن يروا يسوع ويفرحوا بميلاده.

وعبّر العبسي عن تمنّياته بأن يحلّ السلام والفرح في قلوب جميع المؤمنين، راجيًا أن يقضوا العيد بطمأنينة وراحة بال وتمجيدٍ لله وشكر له على عطيّته وتجسّده الذي يفوق كل إدراك بشري.

وقال العبسي: «في كل سنة، تذكّرنا الكنيسة في صلاة العيد وتدعونا للنظر إلى مكان ولادة المسيح كي نرى في أيّ فقرٍ وتجرّد وتواضع كان ميلاده، فهلمّوا أيّها المؤمنون لننظر أين يولد المسيح».

وأضاف: «في هذا العيد، يرغب يسوع بألّا نكتفي بالذهاب إلى المغارة كي نراه مع يوسف ومريم، بل يرغب بأن نذهب إلى الشوارع والخِرَب حتى نرى الذين لا مأوى لهم ولا كساء ولا غذاء، هؤلاء الذين يعانون أكثر ممّا عانى هو نفسه. فهو على الأقلّ كان معه أبواه، في حين أن أطفالًا كثيرين اليوم لا آباء لهم ولا أمّهات، أي لا أبوَيْن لهم ليحضنوهم».

وتابع: «يريدنا يسوع أن نفكّر في إخوته الصغار مثلما تضامن معنا بفعل محبّته الكبيرة، ودُعِيَ اسمه "عمّانوئيل" أي "الله معنا"، فهل نتضامن مع إخوته الصغار؟».

وذكّر العبسي أيضًا بالرعاة الذين أقبلوا مسرعين إليه في الليل، وبالمجوس الذين أتوا إلى أورشليم من المشرق وسجدوا له، في حين أن الملائكة في السماء كانت تهلّل لمولده، داعيًا إلى التأمّل بأحوال الناس الذين يولدون في الشوارع والحقول، وسائلًا: «من يكترث لهم؟ نمرّ بهم وكأنّنا لا نمرّ، لا نملك فرح الرعاة ولا فرح المجوس».

وتابع: «على الرغم من ذلك، نملك فرح المسيح الذي تركه لنا، طالبًا منّا أن نعطيه لهؤلاء الناس الذين لم يعرفوا الفرح، لننقل إليهم الميلاد. سنرى عندئذٍ كم نحن سعداء وهم أيضًا، سنعيش ما يبشّرنا به الملائكة في كل سنة: إنّي أبشّركم بفرح عظيم».

وسلّط العبسي الضوء على ترحال العائلة المقدّسة إلى مصر بعد ميلاد المسيح، شارحًا كيف أنها كانت مطمئنّة وعلى يقين بأنها ستكون بأمان في الطريق وفي مصر ما دام سفرها قد تمّ بأمر من الربّ ولحماية الطفل يسوع، وسائلًا: «كم من الناس يهربون اليوم من بلادهم ومن الفقر والحرمان والجوع وقلّة العمل إلى بلاد مجهولة لا يدرون ما ينتظرهم فيها وهل سيصلون إليها؟».

وختم العبسي بالقول: «ليس الرجاء المسيحي أمرًا افتراضيًّا فحسب بل هو عمل يوميّ يتداخل فيه العمل الإلهي. فالرجاء المسيحي ينزل من السماء إلى الأرض ليعود وينطلق من الأرض وينتهي في السماء. الرجاء المسيحي يجعل من الأرض جزءًا من السماء بعمليّة تحوّل مستمرّة، واليوم تتّحد السماء والأرض بولادة المسيح».

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته