يونان يدعو العائلات في عيد الميلاد إلى إعادة اكتشاف رسالتها

رسالة البطريرك يونان بمناسبة عيد الميلاد المجيد البطريرك يونان يدعو العائلات في عيد الميلاد إلى إعادة اكتشاف رسالتها | Provided by: Syriac Catholic Patriarchate

دعا بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي مار إغناطيوس يوسف الثالث يونان، في رسالته «الله الكلمة يتجسّد في عائلة» لمناسبة عيد الميلاد للعام 2022، جميع العائلات المسيحيّة إلى إعادة اكتشاف دعوتها ورسالتها في جعل الحبّ سائدًا بدلًا من الحقد، وتحويل المساعدة إلى أمر مألوف، ورفض العداوة واللامبالاة.

واستهلّ يونان رسالته بشرح مخطّط الله الخلاصي، قائلًا: «شاء الله أن يخلّصنا من خطايانا ويعيدنا إلى محبّته، وخطّط كي يولد ابنه الوحيد في عائلة، فحبلت به العذراء المخطوبة ليوسف بنعمةٍ من الروح القدس».

وأضاف: «أمّا نحن، فلم نأتِ إلى العالم بطريقة سحريّة، بل إن كل فردٍ منّا يملك قصّة خاصّة به. والعائلة هي القصّة التي أتينا منها، فالله يعطينا الآباء والأمّهات ليعلّمونا المبادئ والقيم الصالحة حتى نتمكّن من العيش بحسب هذه التعاليم. وعائلة الناصرة المقدّسة أضحت مثالًا لكل عائلة مسيحيّة تعمل على تحقيق دعوتها المقدّسة من خلال سرّ الزواج«.

وتحدّث يونان عن الأسس الأوّليّة التي تحتاجها العائلة المسيحيّة، مشيرًا إلى التحدّيات التي يواجهها الأهل وأولادهم في أيّامنا هذه، في أثناء محاولتهم عيش دعوتهم المسيحيّة، فقال: «إن العائلة هي الوحدة الاجتماعيّة التي تقتضي اتّحادًا حرًّا ومتكاملًا بين كل رجل وامرأة، وعليها أن تكون رائدةً تتمّم مسؤوليّتها في المشاركة بالحبّ الخلّاق لله، ومعلّمةً تلتزم مرافقة الأولاد وتثقيفهم بالإنجيل والدفاع عن القيم المسيحيّة، ومبشّرةً تشهد للربّ بالفكر والكلام والعمل، وتنشر رسالته السامية بين الناس أجمعين».

وتناول يونان التجسّد الإلهي ودعوة الإنسان لينمو مع المسيح، فشرح: «في عيد الميلاد، نحتفل بعائلة وحّدها المولود الإلهي. لقد أصبح الله إنسانًا ليحطّم كل انقسام بيننا وبينه، واختبر الحياة الإنسانيّة بكل أبعادها، من فرحٍ وألم وحزن، ومن نجاحٍ وإحباط، فمنحنا الفرصة للدخول في شركة معه». وأردف: «بذلك، أوضح لنا بالقدوة كيف نكون بشرًا كاملين، فنشاركه في طبيعته الإلهيّة بصفتنا أعضاء متّحدين في جسده السرّي، مستشهدًا بالآية: «صار الكلمة جسدًا لكي يجعلنا شركاء في الطبيعة الإلهيّة» (2 بط 1: 4).

ولفت إلى صدى العيد في عالمنا اليوم، خصوصًا في بلدان الشرق الأوسط، مضيفًا: بعد مضيّ أكثر من ألفي عام على تواضع الربّ وتجسّده في عائلةٍ ليعلّمنا جوهر الأسرة وليستطيع أفرادها عيش أواصر المحبّة والتسامح في ما بينهم، لا تزال عائلاتٌ وأوطانٌ عدّة تعاني من التمزّق والتشرّد بسبب الحروب العبثيّة والصراعات والفساد، حيث كرامة الإنسان وحقوقه المدنيّة والدينيّة مغيّبة، ما ساهم في ازدياد هجرة المسيحيين الذين أُرْغِمُوا على ترك أرض آبائهم وأجدادهم في الشرق، فتشتّتت عائلاتهم في أصقاع العالم كلّه.

وختم يونان رسالته، مُعبّرًا عن حاجتنا اليوم إلى عائلات مقدّسة في العالم، فإذا كان يسوع قد عاش الحياة العائليّة على أكمل وجه، يجب أن تكون عائلاتنا متمثّلةً بعائلته المقدّسة، داعيًا العائلات في عيد الميلاد إلى تخصيص مزيدٍ من الوقت للاهتمام بأفرادها كي تشهد للإيمان والقيم الإنجيليّة، فالعائلة كنيسة بيتيّة، وكل عائلة مسيحيّة تستطيع فتح قلبها وبيتها للربّ لتستقبل يسوع وتصغي إليه وتكلّمه كي يباركها ويحميها من الضلال في طرق الحياة الوعرة وتنمو معه لتجعل العالم أفضل.

 

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته