مار شربل يرتفع في الميلاد الأخير

دير مار مارون-عنّايا في الماضي دير مار مارون-عنّايا في الماضي | Provided by: Guitta Maroun/ACI MENA

في تساعية الميلاد، رفع القديس شربل مخلوف كأس القربان في قدّاسه الأخير، وما هي إلا لحظات حتى دقّت ساعة الرحيل.

عند تقديس القرابين، أمسك شربل خبز التقدمة بصعوبة لشدّة الصقيع، وشعر بجسده يتجمّد حتى العظام. عندئذٍ، ساعده الأب مكاريوس على ترك المذبح ليرتاح قليلًا.

من ثمّ، عاد الحبيس إلى المذبح ليتابع القدّاس، وردّد الكلام الجوهري، ورفع الكأس يعلوه القربان، مرنّمًا: «يا أبا الحقّ، هوذا ابنك ذبيحة ترضيك. فاقبل من مات عنّي واغفر لي. هذا القربان تقبّله من يدي، وارْضَ عنّي، ولا تذكر خطايا اقترفتها أمام عظمتك»… وإذا بفالجٍ يُعجزه عن متابعة الذبيحة الإلهيّة، فيُسَمَّر في مكانه، ممسكًا الكأس والقربان بيدَيْه الطاهرتَيْن إلى أن أخذهما الأب مكاريوس، وأنزله عن المذبح، واقتاده إلى محبسته.

في خلال ثمانية أيّام، قاسى شربل آلام الاحتضار بهدوء إلى أن أسلم الروح…

في نزاعه الأخير، لم يتوانَ شربل عن تلاوة الصلاة التي لم يستطع إكمالها في القداس: «يا أبا الحقّ، هوذا ابنك ذبيحة ترضيك»…

نعم! إن آلام البشر لا معنى لها إلا إذا اتّحدت بذبيحة يسوع القائم من بين الأموات…

مع هذا الابتهال، عادت روح شربل إلى مسكنها السماوي، عشيّة عيد الميلاد في 24 ديسمبر/كانون الأوّل 1898.

كان موت القديس شربل ليلة الميلاد ولادة جديدة ومعاينة بهاء وجه الله لينشر عطر القداسة في الأرض وينثر المعجزات بركاتٍ إلهيّة في العالم كلّه.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته