«رحمة ومذود»... رسالة ميلاديّة من بغداد

«رحمة ومذود»... رسالة ميلاديّة من بغداد «رحمة ومذود»... رسالة ميلاديّة من بغداد | Provided by: ACI MENA

شهدت العاصمة العراقيّة بغداد حفلًا موسيقيًّا ميلاديًّا بعنوان «رحمة ومذود»، أحياه الفنّان بسمان مخلص عتيشا، برفقة موسيقيين، في كنيسة انتقال مريم العذراء في المنصور.

في هذا السياق، قال عتيشا عبر «آسي مينا» إن اسم الحفل اختير لأن المذود كان رحيمًا على يسوع فاستقبله، مضيفًا: «لا أملك مالًا كافيًا كي أقدّمه إلى أشخاص يحتاجونه، ففكّرتُ في تقديم حفلات أو أعمال مسرحيّة أقدر أن أجني منها بعض المال كي أتمكّن من المساهمة في تكاليف علاج أو المساهمة في أعمال رحمة».

وتابع: «أنا مسرحي أوّلًا وموسيقي أيضًا، وقبل الاختصاصَيْن أنا فنّان. الفنّ فكرٌ وفلسفة وجمال، نتاجاته تقويميّة وتعليميّة وتربويّة، وهذا أهمّ ما يؤثّر بالشعوب إذ إن قيمة المجتمعات تُعْرَفُ من خلال الفنون. بالفنّ نقدر أن نتحضّر ونرفع قيمة الفكر عبر توعية الذوق بالجمال، فنصنع من الناس قاعدةً رصينة للتحليل والاختيار. وبهذا، سيختار الناس ما هو أفضل لهم. ومن اختار الارتقاء، سيفرح بالتأكيد بمنجزاته».

وشكر عتيشا الأب مدين شامل، راعي كنيسة انتقال مريم العذراء، لاستضافته الحفل الموسيقي الذي حضره جمهور متميّز لم تتسنَّ له فرصة مشاهدة حفلٍ موسيقي بطريقة احترافيّة، مثمّنًا مشاركة الأساتذة المتخصّصين عدنان نزار وحيدر حسين ونخبة من تلاميذه المميّزين الذين قدّموا قطعًا موسيقيّة عالميّة، ما جعلهم في تماسٍ مباشر مع جمهور نخبوي وعام، وزاد ثقتهم في أنفسهم للإصرار على أن يطبّقوا ما تعلّموه ويؤثّروا بمن هم بأعمارهم كي يسلكوا طريق الجمال والمعرفة.

ختامًا، تحدّث عتيشا عبر «آسي مينا» عن رسالته الفنّية في زمن الميلاد، قائلًا إن «هناك معاملَ تصنع ملايين قطع الزينة التي تُعلّق على شجرة الميلاد، ولو كانت بقربك شجرةٌ عندما وُلِدْتَ لقطعها يوسف وأوقدها كي تتدفّأ، لكنّك وضعتَ رحمةً في قلب الفأس كي لا تقطع شجرة لأجل مصلحتك. المواقد، الخمر، صحون الفواكه، والملابس الفاخرة، بميلادكَ يجتمع الناس حولها ويتدفّؤون، فأتذكّر الحمار والخروف والبقرة التي نفخت زفيرها لتدفئتك».

وتابع: «أمنيتي هي أن أضع على شجرة الميلاد بطاقات عليها أماني أطفالٍ حفاة، وأمّهات ثكالى. أمنيتي أن أضع بدلًا من السكاكر الملوّنة عكّازات آباء انحنت ظهورهم بصمتٍ جرّاء الأحمال كي يبتسم الصغار. أمنيتي هي أن أضع على الشجرة صور شجعان رحلوا وهم يطالبون لي ولكم بكرامة إنسان».

وتجدر الإشارة إلى أن ريع حفل «رحمة ومذود» سيُخصّص بالكامل لعلاج أحد المرضى.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته