البابا فرنسيس يحدّد الخطوات الأساسيّة لبناء ملكوت الحبّ والعدل والسلام

البابا فرنسيس البابا فرنسيس | Provided by: Vatican Media

حدّد البابا فرنسيس، في رسالته الصادرة اليوم بمناسبة اليوم العالمي السادس والخمسين للسلام بعنوان «لا أحد يمكنه أن يخلص بمفرده. الانطلاق مجدّدًا من فيروس كورونا لكي نرسم معًا دروب سلام»، الخطوات الأساسيّة من أجل بناء عالم جديد والمساهمة في بناء ملكوت الله، ملكوت الحبّ والعدل والسلام.

وقال: لقد زعزع فيروس كورونا استقرار حياتنا العاديّة، وقلب خططنا وعاداتنا رأسًا على عقب، وولّد الارتباك والألم، وتسبّب في وفاة الكثير من إخوتنا وأخواتنا، لافتًا إلى أن هذا الفيروس أدّى أيضًا إلى تأثيرات بعيدة المدى، غذّتها فترات طويلة من العزلة والقيود المختلفة للحرّية، وبلبلت العالم مُظْهِرَةً هشاشة بلدان كثيرة.

وأردف: حان الوقت لنسأل أنفسنا ونتعلّم وننمو ونسمح بأن نتحوّل كأفراد وجماعات ونستعدّ لـ«يوم الربّ».

وشدّد على أن أعظم درس تركه لنا فيروس كورونا يتمثّل في إدراك أننا جميعًا بحاجة إلى بعضنا البعض، وأن أهمّ كنوزنا هو الأخوّة البشريّة القائمة على البنوّة الإلهيّة المشتركة وعدم إمكانيّة الخلاص الفردي، داعيًا إلى البحث عن القيم العالميّة التي ترسم مسار هذه الأخوّة البشريّة وتعزّزها.

ولفت إلى أننا قد تمكّنا من القيام باكتشافات إيجابيّة، منها العودة إلى التواضع، وإعادة تشكيل بعض الادّعاءات الاستهلاكيّة، وحسّ التضامن المتجدّد الذي يشجّعنا على الخروج من أنانيّتنا كي ننفتح على آلام الآخرين واحتياجاتهم.

واستنتج أن هذه الخبرة ولّدت الوعي في قلوب الجميع كي يضعوا كلمة «معًا» في المحور مرّة أخرى، فيبنوا السلام ويضمنوا العدالة، ويتغلّبوا على أكثر الأحداث إيلامًا.

في سياق آخر، تناول الأب الأقدس كارثة رهيبة جديدة أصابت البشريّة تمثّلت في الحرب الروسيّة-الأوكرانيّة، مشيرًا إلى أنها تحصد ضحايا أبرياء وتنعكس آثارها الجانبيّة سلبًا على العالم كلّه.

واعتبر أن هذه الحرب تمثّل هزيمة للبشريّة بأسرها وليس فقط للأطراف المعنيّة بشكل مباشر، مؤكدًا أن هزيمة فيروس الحرب أصعب من هزيمة الفيروسات التي تضرب الجسم البشري لأن هذا الفيروس لا يأتي من الخارج، بل من الداخل، من القلب البشري الذي تفسده الخطيئة.

ورأى أن ما يُطلب من العالم فعله يكمن في السماح لحالة الطوارئ التي عشناها بأن تغيّر قلوبنا أي أن نسمح لله بأن يبدّل معاييرنا المعتادة لتفسير العالم والواقع، والتفكير في ضوء الخير العام بحسٍّ جماعي أي بـ«نحن» منفتح على الأخوّة العالمية، والالتزام الجماعي من أجل علاج مجتمعنا وكوكبنا كي نضع الأسس لعالم أكثر عدلًا وسلمًا يلتزم بجدّية في البحث عن الخير المشترك.

ودعا إلى مواجهة تحدّيات عالمنا بمسؤوليّة ورحمة، وإعادة النظر في ضمان الصحّة العامة للجميع، وتعزيز أعمال سلام لوضع حدّ للصراعات والحروب التي لا تولّد الضحايا والفقر، والعناية ببيتنا المشترك وتنفيذ تدابير واضحة وفعّالة للتصدّي لتغيّر المناخ، ومحاربة فيروس عدم المساواة وضمان الغذاء والعمل اللائق للجميع، ودعم الذين يفتقرون إلى الحدّ الأدنى للأجور ويواجهون صعوبات كبيرة، واستقبال المهاجرين ودمجهم في مجتمعاتنا.

وخلص إلى أن بذل ذواتنا في هذه المواقف سيمكّننا من بناء عالم جديد والمساهمة في بناء ملكوت الله، ملكوت الحبّ والعدل والسلام.

وختم البابا فرنسيس رسالته، متمنّيًا أن نتمكّن في العام الجديد من السير معًا واكتناز ما يمكن للتاريخ أن يعلّمنا إيّاه.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته