إدراج احتفالات رحلة العائلة المقدّسة على لائحة اليونسكو للتراث

رحلة العائلة المقدّسة إلى مصر رحلة العائلة المقدّسة إلى مصر | Provided by: Simon Berger via Unsplash

أدرجت اليونسكو الاحتفالات الشعبيّة المرتبطة برحلة العائلة المقدّسة في مصر على اللائحة التمثيليّة للتراث الثقافي الإنساني غير المادّي.

في هذا السياق، أشارت وزيرة الثقافة المصريّة نيفين الكيلاني إلى أن هذا الحدث يُعَدُّ «رسالة سلام ومحبّة وأمن من الأرض التي احتضنت العائلة المقدّسة وأعادت إحياء مسارها، وحافظت، عبر مئات السنين، على الاحتفاء برحلتها إلى مصر، في وقت يشهد العالم صراعاتٍ على العقيدة».

الخطّ الزمني والمسار المكاني للاحتفالات

يكتفي النصّ الإنجيلي بذكر لجوء العائلة المقدّسة إلى مصر بعد استجابة القديس يوسف لملاك الربّ الذي ظهر له في الحلم، مُخبرًا إيّاه بنيّة هيرودس قتل الطفل يسوع. لكن آباء الكنيسة وضعوا، منذ العصور الوسطى الباكرة، معلومات أكثر تفصيلًا عن تلك الرحلة، فاعتبروا أن العائلة بقيت في مصر فترةً زادت عن 3 سنوات. وآخر الأرقام المقبولة في الأوساط المسيحيّة المصريّة في هذا الخصوص تُحدّد المدّة بـ 3 سنوات و11 شهرًا. أمّا طقسيًّا، فتبدأ الاحتفالات من يوم 24 بشنس حسب التقويم القبطي الموافق 1 يونيو/حزيران من كل عام، وهو عيد دخول العائلة المقدّسة إلى مصر، حتى يوم 28 يونيو/حزيران.

أمّا بالنسبة إلى مسار رحلة العائلة المقدّسة، فهو يضمّ 25 نقطة تمتدّ على مسافة 3500 كلم ذهابًا وإيابًا، تبدأ من رفح في شمال سيناء وتنتهي في أسيوط في دير المحرق ثمّ في مغارة جبل درنكة، تليها العودة مجدّدًا إلى موطن العائلة في الجليل. ويحتوي كل موقع حلّت به العائلة، بحسب التقليد الكنسي والشعبي، على مجموعة من الآثار في صورة كنائس أو أديرة أو آبار مياه أو مجموعة من الأيقونات القبطيّة.

المظاهر الاحتفاليّة

في سياق متصل، قالت مستشارة التراث الثقافي غير المادّي في وزارة الثقافة وموفدة الوزارة إلى اجتماع اللجنة الحكوميّة الدوليّة لليونسكو نهلة إمام: «إن مصر تقدّمت لليونسكو بملفّ متكامل رصدنا ووثّقنا فيه الاحتفالات المتعلّقة بالعائلة المقدّسة وطقوسها وكل ما يرتبط بها من ترانيم وأطعمة وتراث في كل نقاط المسار الخاصّ بالرحلة، وسجّلنا تواريخ هذه الاحتفالات وكيفيّة محافظة مصر على هذا التراث حتى وقتنا الحاضر، فضلًا عن توثيق عيد دخول العائلة في الأوّل من يونيو/حزيران، والاحتفالات بمنطقة كوم ماريا جنوبي المنيا في فبراير/شباط، والاحتفاليّة الكبرى بصوم السيّدة العذراء مريم في أغسطس/آب».

وتتجلّى المظاهر الطقسيّة للاحتفالات بالإقبال على الأماكن المقدّسة، طلبًا للبركة أو لشفاعة قديس من أجل شفاء مريض أو إنجاب طفل أو توفيق في زواج، فضلًا عن إيفاء نذور سواء عبر تقديم ذبائح أو مبالغ نقديّة أو تلبية احتياجات الكنائس، مع ازدياد الإقبال على معموديّة الأطفال. أمّا المظاهر الرياضيّة والفنّية، فتتمثّل في الألعاب الشعبيّة المتنوّعة والعروض الموسيقيّة والغنائيّة الشعبيّة المتعلّقة بطلب البركة أو تمنّي الإيفاء بنذور أو بعض الترانيم المتوارثة من التراث القبطي أو المدائح من الرواة الشعبيين. كما تُقام عروض دراما مثل سِيَر القديسين. وينشط فنّ الوشم الذي يعتبره الأقباط نوعًا من أنواع التبرّك بالرموز المسيحيّة والتحصّن بها، لا بل يُستخدم أحيانًا كنوع من العلاج الشعبي.

لا يقتصر مسار العائلة المقدّسة على الجانب الديني والثقافي، بل إن الآثار الإيجابيّة المتوقّعة له تشمل تنمية المجتمعات الفقيرة والمهمّشة على طول المسار، عبر توفير فرص عمل بعد تدريب الحرفيين في المجتمعات المحلّية على إنتاج السلع السياحيّة. كما تشمل الفوائد توفير دخل سياحي كبير.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته