البابا فرنسيس يشرح التعزية الحقيقيّة ويؤكد وجود الشيطان

البابا يلقي كلمته خلال المقابلة العامّة الأسبوعيّة البابا يلقي كلمته في خلال المقابلة العامّة الأسبوعيّة | Provided by: Daniel Ibáñez-CNA

«التعزية الأصليّة هي نوع من التأكيد أنّنا نحقّق مشيئة الله ونسير على دروبه، أي على دروب الحياة والفرح والسلام. التمييز، في الحقيقة، لا يتمحور حول الخير أو الخير الأعظم الممكن، إنّما حول ما هو خيّر لي هنا والآن». هذا ما قاله البابا فرنسيس صباح اليوم في خلال المقابلة العامة التي أجراها في ساحة القديس بطرس في الفاتيكان ضمن سلسة تعاليم في التمييز. وقد حمل تعليمه اليوم عنوان «التعزية الأصليّة».

سأل البابا: «كيف يمكن التعرّف على التعزية الحقيقيّة؟» معتبرًا هذا السؤال مهمًّا جدًّا لتمييزٍ صحيح. استشهد الأب الأقدس بكتاب «الرياضات الروحيّة» للقديس إغناطيوس دي لويولا، شارحًا أن التعزية ليست حقيقيّة إن حَمَلَتْنا إلى أمر سيّئ.

البابا يلتقي الحشود في خلال المقابلة العامّة الأسبوعيّة. Provided by: Vatican Media
البابا يلتقي الحشود في خلال المقابلة العامّة الأسبوعيّة. Provided by: Vatican Media

فسّر الحبر الأعظم أن تأكيد وجود «الملاك الصالح» في حياتنا وأفكارنا هو صلاح «مبدأ ووسيلة وغاية» الأفكار. كي يكون «مبدأ» الفكرة صالحًا، عليها أن تدفعنا إلى الخير. على سبيل المثال، إن كانت الصلاة تدفعنا إلى أعمال المحبّة، فذلك حسن، أمّا إن كنّا نرغب بالصلاة هربًا من واجبات الحياة اليوميّة، كالتملّص من تنظيف الصحون، فذلك ليس حسنًا، كما أكد البابا.

في ما خصّ «وسيلة» الفكرة، أعطى البابا مثل الفرّيسي الذي راح يفتخر بنفسه في صلاته أمام الربّ قائلًا: «اللهُمَّ، شكرًا لك لأنّي أصلّي ولست كسائر الناس الذين لا يبحثون عنك ولا يصلّون». ورأى البابا أن علامات التكبّر والافتخار بالذات التي كشفتها صلاة الفرّيسي توضح أن الروح الشريرة استخدمت هذه الصلاة لتوقع الفرّيسي في حُبّ الذات. من هنا، هذه التعزية ليست حقيقيّة.

وفي شرح «الغاية»، أظهر البابا أن الانشغال المفرط بعمل حسن، إن أدّى بنا إلى التخلّي عن الصلاة والعيش في غضب ونكد، فتلك علامة على أن التعزية مزيّفة.

البابا يلتقي الحشود في خلال المقابلة العامّة الأسبوعيّة. Provided by: Vatican Media
البابا يلتقي الحشود في خلال المقابلة العامّة الأسبوعيّة. Provided by: Vatican Media

وأكد البابا أيضًا وجود الشيطان، معتبرًا إيّاه العدوّ الذي يقدّم ذاته متنكّرًا كي يجذبنا إليه شيئًا فشيئًا، محوّلًا الحلاوة إلى تصلّب. لذلك، من الضروري تعلّم أصل أفكارنا وحقيقتها بهدف حماية أبواب قلبنا من الشيطان، أضاف الأب الأقدس.

وتكلّم فرنسيس أخيرًا عن ضرورة فحص الضمير عند المساء للتساؤل عمّا حدث في خلال النهار وإعادة قراءة الأحداث التي حصلت في قلبنا. وأعلن: «إنّنا لسنا وحدنا: فالروح القدس يرافقنا».

 

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته