البابا فرنسيس يشرح ثلاثة تحدّيات يواجهها عالم التواصل

من لقاء البابا اليوم مع دائرة التواصل الفاتيكانيّة من لقاء البابا اليوم مع دائرة التواصل الفاتيكانيّة | Provided by: Vatican Media

«على وسائل التواصل أن تجعل اختلاف وجهات النظر ممكنًا بالمحافظة الدائمة على الوحدة والحقيقة ومحاربة الافتراءات والعنف الكلامي والشخصانيّة والأصوليّة التي بحجّة الأمانة للحقيقة تنشر الانقسام والخلاف. إن استسلمت وسائل التواصل لهذه الانحرافات بدلًا من أن تصنع خيرًا كبيرًا ينتهي بها الأمر إلى إحداث ضرر كثير». هذا ما قاله البابا فرنسيس في القصر الرسولي الفاتيكاني في خلال لقائه موظّفي دائرة التواصل الفاتيكانيّة والمشاركين في مجلسها العام الذين يجتمعون هذه السنة تحت عنوان: «السينودس والتواصل: درب يجب تطويره».

شرح البابا في كلمته أن جوهر المسيرة السينودسيّة هو الإصغاء لمشيئة الله وفهمها وتنفيذها. ورأى أن المشيئة الإلهيّة تُكشف للكنيسة جمعاء وليس للأفراد فقط. من هنا، أهميّة هذه المسيرة التي يقوم بها جميع أعضاء الكنيسة لأنّنا «دون السير معًا، يمكن أن نصير مجرّد مؤسّسة دينيّة فقدت القدرة على عكس نور رسالة معلّمها وإضفاء "نكهة" على مختلف أحداث العالم»، كما قال.

وفسّر الحبر الأعظم أن شخصيّات الكتاب المقدّس ليست أبطالًا وحيدين، بل كانت حولهم مجموعة ساعدتهم في رسالتهم. فعائلة إبراهيم ساعدت هذا الأخير في خدمته وهارون ومريم ويترو ساندوا موسى في رسالته وأليصابات مكّنت مريم الناصريّة من ترنيم نشيد التعظيم (لوقا 1: 46-55) ويوسف حمى الطفل يسوع مع والدته ويسوع احتاج لبطرس ويعقوب ويوحنا في بستان الزيتون.  

وقال الأب الأقدس إن «مهمّة عالم التواصل هي تعزيز القرب (من الآخرين) وإعطاء صوت للمهمّشين ولفت الانتباه إلى ما هو متروك ويتمّ تجاهله عادة».

وأعطى البابا ثلاث طرق ممكنة لمسيرة مستقبليّة في عالم التواصل؛ الأولى هي جعل الأشخاص أقلّ وحدة عبر السماح لهم بالشعور بأن أسئلتهم ورجاءهم وتعبهم تجد مكانًا تعبّر عن ذاتها فيه، وإلّا يصير عالم التواصل مجرّد وسيلة ترفيهيّة بدل أن يكون «حرفةً» تصنع الروابط. الطريق الثانية هي إعطاء صوت لمن لا صوت له، فيتمّ الإصغاء إلى الذين يعيشون على هامش الوجود أكانوا فقراء أم فقدوا معنى الحياة لأنّ يسوع لم يتجاهل يومًا «غير العاديين» من أيّ شكل كانوا، على حدّ قول البابا. أمّا التحدّي الثالث فهو قبول التعب الذي قد يحصل في عالم التواصل بسبب سوء الفهم الذي يمكن أن يتحوّل إلى مأساة حقيقيّة، بحسب فرنسيس.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته