مفتاح رفقا لبلوغ القداسة

ضريح القديسة رفقا في كفيفان، لبنان ضريح القديسة رفقا في كفيفان، لبنان | Provided by: Guitta Maroun/ACI MENA

عاشقة الصلاة، مشعّة بالفضائل، متلألئة بالتواضع وروح الصمت والخدمة، زنبقة لبنان... إنها القديسة رفقا الريّس.

«سرّ القديسة رفقا تميّز بسماعها الدائم لكلام الله الذي اعتبرته موجّهًا إليها شخصيًّا في كل مراحل حياتها: سمعته في اليتم بفقدان والدتها رفقا وهي وحيدة في السابعة من عمرها، وسمعت صوته الداخلي لدخول جمعيّة المريمات، وهي تصلّي أمام أيقونة سيّدة النجاة في بكفيّا. يومها سمّاها مرشدها الخوري يوسف الجميّل "زنبقة حملايا". وسمعت صوته في رسالة التعليم المسيحي على التوالي في الشبانيّة وغزير ودير القمر وجبيل ومعاد. فكان تعليمها أوّلًا بمثل حياتها وبعيشها ما كانت تعلّم عن سرّ المسيح مخلّص العالم وفادي الإنسان» (البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي-حزيران 2022).

لما أصغت رفقا إلى كلام الله، تسلّحت بتسليمها المطلق إلى مشيئته الإلهيّة وسلامها الداخلي على الرغم من آلامها، ولا سيّما بعد فقدانها بصرها، ومشت جلجثتها على خطى يسوع.

أكملت حياتها كفيفة ومخلّعة، ولم يسلم منها سوى صوتها وأصابعها، فكانت تمسك بمسبحتها لترفع الصلاة إلى يسوع ومريم العذراء وبصنّارة التطريز لتتابع أعمالها في الدير، ما جعلها «صديقة الصليب ورفيقة المتألّمين».

لطالما ردّدت رفقا: «مع آلامك يا يسوع، مهما تألّمتُ، يسوع تألّم أكثر منّي»، فتحمّلت أوجاعها بصمت على مدى نحو 17 عامًا.

وجدت رفقا مفتاح القداسة إذ أشركت آلامها بآلام مخلّصها من دون أن يغيب عنها أن معاناته فاقت عذاباتها، فالتقت به وسط أتون الآهات، وارتسمت قداستها علامةَ رجاء تعلو في سماء بلد الرسالة، شهادة حبٍّ إلى العالم أجمع.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته