الراعي يكشف سبب شلل الدولة اللبنانيّة

مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان يعقد دورته الخامسة والخمسين في الصرح البطريركي في بكركي مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان يعقد دورته الخامسة والخمسين في الصرح البطريركي في بكركي | Provided by: Maronite Catholic Patriarchate of Antioch

كشف البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، في خلال ترؤسه الجلسة الافتتاحيّة للدورة الخامسة والخمسين التي يعقدها مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك بعنوان «الإرشاد الرسولي: رجاء جديد للبنان» في الصرح البطريركي في بكركي على مدى خمسة أيّام، سبب شلل الدولة اللبنانيّة، مؤكدًا أن «الإنجاز الكبير» الذي حقّقه السياسيّون يكمن في تنزيل العلم وإقفال القصر الجمهوري وتسليم حكومة مستقيلة.

وتناول الواقع اللبناني الأليم بالقول: إذا ألقينا نظرة على واقعنا في لبنان، نجد بكل أسف أن الذين صنعوا الحرب ما زالوا هم إيّاهم يحكمون بلادنا. الأمر الذي يشلّ الدولة بسبب نار الخلافات المشتعلة تحت الرماد، ويشكّك الرأي العام الخارجيّ. ذلك أن من يصنع الحرب لا يستطيع أن يصنع السلام.

وعزا البطريرك الماروني سبب ما وصلت إليه البلاد من أوضاعٍ كارثيّة إلى أداء أهل السلطة، شارحًا: لهذا السبب لم يتمكّن هؤلاء بكل أسف من تنقية ذاكرتهم، ونشاهدهم ونسمعهم كيف يتراشقون أسلحة الكلام الجارح في وسائل الاتصال على أنواعها، في كل مناسبة وكما نشهد في هذه الأيّام. ولهذا السبب، بعد ستّ سنوات من عهد الرئيس ميشال عون، لم يتمكّنوا أو بالأحرى لم يريدوا انتخاب رئيس جديد للجمهوريّة. فكان «إنجازهم الكبير» تنزيل العلم وإقفال القصر الجمهوري، وتسليم حكومة مستقيلة منذ خمسة أشهر، ولبنان في أخطر مرحلة من تاريخه السياسي والاقتصادي والمالي والاجتماعي.

وشدّد على أن تنقية الذاكرات والضمائر هي الشرط لإجراء حوار صريح وبنّاء بين المسيحيين والمسلمين من جهة، وبين الأحزاب والكتل النيابيّة من جهة أخرى لكي يسلم العيش المشترك المنظّم بنصوص الدستور.

كما تطرّق البطريرك الماروني في كلمته إلى أهمّ المحاور التي سينكبّ مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك على دراستها في خلال انعقاد دورته الخامسة والخمسين، والمتمثّلة في كيفيّة تطبيق الإرشاد الرسولي بعد خمسٍ وعشرين سنة من الناحية الوطنيّة والعيش معًا وتنقية الذاكرة لكونها الحاجة الماسّة في مجتمعنا اللبناني والتركيز على مفهوم العيش معًا على المستويات الآتية: إدارة التنوّع وتآلف الاختلاف، وتنقية الذاكرة والحوار والمصالحة، والطريق لبناء السلام، وكيفيّة تنقية الذاكرة.

وختم الراعي بالقول: إن مرور خمسٍ وعشرين سنة على صدور الإرشاد الرسولي «رجاء جديد للبنان» يضعنا أمام واجب وطني يلزم ضمائرنا بإيجاد الوسائل الناجعة على الأصعدة كافة لكي ندخل شعبنا ورجال السياسة في مسيرة تطبيق الفصلَيْن الخامس والسادس من الإرشاد الرسولي.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته