الإمارات تعلن اكتشاف دير مسيحي أثري في أمّ القيوين

الشيخ ماجد بن سعود المعلا، رئيس دائرة السياحة والآثار بأم القيوين، الى اليمين، يشرح لوزيرة الثقافة والشباب الإماراتية نورة الكعبي، خلال زيارة للدير المسيحي القديم المكتشف حديثا بدولة الإمارات العربية المتحدة يوم الخميس، 3 نوفمبر/ تشرين الثاني 2022 موقع الدير المسيحي القديم المُكتشف حديثًا في الإمارات | Provided by: AP Photo/Kamran Jebreili

أعلنت دائرة السياحة والآثار في إمارة أمّ القيوين اكتشافها ديرًا مسيحيًّا قديمًا في جزيرة السينية قبالة ساحل الإمارات العربيّة المتّحدة، يعود تاريخه إلى ما قبل انتشار الإسلام في شبه الجزيرة العربيّة، حسبما صرّح رئيس الدائرة الشيخ ماجد بن سعود بن راشد المعلا، الخميس 3 نوفمبر/تشرين الثاني 2022.

سلّط اكتشاف هذا الدير في مدينة أمّ القيوين، المشهورة بكثبانها الرمليّة، الضوء على تاريخ المسيحيّة في الخليج العربي، فهو ثاني دير يُكتشف في الإمارات ويعود تاريخه إلى 1400 عام. وبعدما غطّت الديرَيْن رمال الزمن، فسَّر العلماء أن المسيحيين قد اعتنقوا الإسلام تدريجًا، مع تزايد انتشار هذا المعتقد في المنطقة.

حتى اليوم، وتزامنًا مع زيارة البابا فرنسيس البحرين لتعزيز الحوار بين الأديان مع القادة المسلمين، لا يزال المسيحيّون يمثّلون أقليّة في كلّ أنحاء الشرق الأوسط الأوسع والجزيرة العربيّة.

الموقع الجغرافي ومواصفات الدير المُكتشف

يؤشّر التأريخ الكربوني للعيّنات المدروسة إلى أن تأسيس الدير يعود إلى ما بين عامَي 534 و656 م، علمًا بأن نبيّ الإسلام محمّد كان قد وُلِدَ عام 570 وتوفّي عام 632 م.

يقع الدير في الشمال الشرقي لجزيرة السينية، ويعني اسمها «الأضواء الساطعة» بسبب تأثير الشمس البيضاء الحارقة في سمائها، وهي إمارة تبعد نحو 50 كيلومترًا شمال شرق دبي. ولا تزال الجزيرة تشكّل جزءًا من ممتلكات العائلة الحاكمة التي تسعى إلى حماية الأرض في سبيل السماح بمواصلة التنقيب للعثور على بقيّة المواقع التاريخيّة في المنطقة.

عند النظر إلى الموقع من الأعلى، يظهر مخطّط الدير كغرفة ذات ممرّ واحد تحوي بداخلها جرن عماد، إضافة إلى فرن لخبز القربان الأقدس من أجل طقوس الصلاة. ويحتوي صحن الكنيسة على مذبح وأداة لصنع النبيذ للطائفة. وعلى بعد مئات الأمتار من الكنيسة، توجد مجموعة مبانٍ يعتقد علماء الآثار أنّها تنتمي إلى قرى ما قبل الإسلام. وإلى جانب الدير، يوجد مبنى ثانٍ فيه أربع غرف يتوسّطها فناءٌ، يُعتقد أنّه كان منزل رئيس الدير أو أسقف الكنيسة.

كلمة عالم الآثار تيموثي باور حول اكتشاف الدير

إلى ذلك، زارت وزيرة الثقافة والشباب نورة بنت محمد الكعبي الموقع الخميس، وتحدّث الأستاذ المشارك في علم الآثار في جامعة الإمارات تيموثي باور الذي ساعد في التنقيب عن الدير أمام الوزيرة عن رأيه بالإمارات في يومنا هذا، فقال: «إنّها بوتقة تنصهر فيها الأمم»، مضيفًا: «إن حقيقة أن شيئًا كهذا كان يحدث هنا منذ ألف عام هو أمر رائع حقًا، وهي قصّة تستحقّ أن تُروى».

وشرح باور أن التطوّر هو الذي حفّز العمل الأثري الذي ساهم بدوره في اكتشاف الدير. وأردف: «سنعمل على تسييج هذا الموقع وحمايته مع غيره من المواقع التي لا تزال مخفيّة تحت طبقة رقيقة من الرمال على الجزيرة»، خاتمًا بالقول: «إنّه اكتشاف رائع حقًّا لهذا التاريخ المخفي».

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته