السلطات الجزائريّة توقف عمل كاريتاس بقرار مفاجئ

علم الجزائر علم الجزائر | Provided by: Aboodi Vesakaran via Unsplash

أعلنت الكنيسة الكاثوليكيّة في الجزائر إيقاف كل الأنشطة الخيريّة المتعلّقة بمنظّمة «كاريتاس الجزائر» وعمل المرافق المتعلّقة بها، ابتداءً من 1 أكتوبر/تشرين الأوّل 2022 بأمر من السلطات الجزائريّة.

وأصدرت أبرشيّة الجزائر بيانًا، بقلم رئيس الأساقفة الفخري في العاصمة الجزائريّة بول ديسفارج، ينصّ على ما يلي: «ستبقى الكنيسة الكاثوليكيّة بكلّ تأكيد مُخْلِصَةً لرسالتها لناحية خدمة جميع الإخوة بشكل خيري، خصوصًا جميع الرعايا أصحاب النيّات الحسنة».

وخُتم البيان بقول الأب بول: «أودّ أن أشكر جميع الذين ساهموا في تحقيق النجاح ضمن هذا العمل الخيري الذي كان يهدف لخدمة الفئات الأكثر حاجةً وضعفًا من الشعب الجزائري لسنين كثيرة وبطرق مختلفة». ثمّ، وقّع الأب بول البيان قبل إصداره.

يُذكر أنّ مقدّمة البيان اقتُبِسَت من وثيقة الأخوّة الإنسانيّة التي وقّعها البابا فرنسيس وإمام الأزهر الشيخ أحمد الطيّب في أبو ظبي بتاريخ 4 فبراير/شباط 2019 ونصّت على ما يلي: «يحمِلُ الإيمان المؤمن على أن يرى في الآخر أخًا له، فعليه أن يُؤازرَه ويُحبّه. وانطلاقًا من الإيمان بالله الذي خَلَق الناس جميعًا وخَلَق الكون والخلائق وساوى بينهم برحمته، فإنّ المؤمن مدعُوّ للتعبير عن هذه الأخوّة الإنسانيّة بالاعتناء بالخليقة وبالكون كلّه، وبتقديم العون لكلّ إنسان، ولا سيّما الضعفاء منهم والأشخاص الأكثر حاجةً وعَوزًا».

التفسيرات المختلفة لأسباب إيقاف عمل كاريتاس الجزائر

جاء إيقاف أنشطة الجمعيّة الخيريّة «كاريتاس الجزائر» نتيجة قرار مفاجئ اتّخذته السلطات الجزائريّة، من دون إعطاء أيّ سابق إنذار أو مبرّر رسمي مفصَّل لأساقفة الكنيسة الكاثوليكيّة في البلاد.

وأرجَعَ عددٌ من المصادر المحلّية هذه الإجراءات التقييديّة بحقّ «كاريتاس الجزائر» إلى كونها منظّمةً أجنبيّة غير حكوميّة. وأبدت وزارة الداخليّة الجزائريّة من جهتها شكوكًا حول تغطية الكنيسة الكاثوليكيّة لأنشطة هذه المنظّمة غير المُصرّح عنها بطريقة قانونيّة، لكنّها لم تُشر إلى أيّ مادّة من القانون أقدمت كاريتاس على انتهاكها.

في المقابل، استبعدت الطائفة الكاثوليكيّة أن تكون هذه الإجراءات التي فَرَضتها السلطات الجزائريّة على الكنيسة بشكلٍ مفاجئ مدفوعةً بمشاعر عداءٍ تجاه الكنيسة الكاثوليكيّة ووجودها في البلاد.

وترى الطائفة الكاثوليكيّة أنّ الأمر يتعلّق بالسياسات العامّة والقيود التي فُرِضَت في الآونة الأخيرة على المنظّمات الأجنبيّة غير الحكوميّة.

لكنّ السلطات الجزائريّة لم تأخذ في الاعتبار العمل المميّز الذي تُقدّمه منظّمة «كاريتاس الجزائر» بصفتها الذراع الخيريّة للكنيسة الكاثوليكيّة في البلاد، وهو ما يجعل منها متفرّدةً في رسالتها عن بقيّة المنظّمات غير الحكوميّة، خاصّةً في مجال المساعدات الإنسانيّة الخيريّة المُقدّمة إلى الفئات الأكثر حاجةً وضعفًا من الشعب الجزائري بلا تمييز.

يُشار إلى أنّ 97% من الشعب الجزائري يعتنق الديانة الإسلاميّة، لكنّ «كاريتاس الجزائر» تعاملت مع الشعب بكامله وقدّمت المساعدات للمرضى والأطفال القاصرين من خلال برامج اتّسمت بالشفافيّة والوضوح.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته