البابا فرنسيس في رسالة إلى الشباب: «حان الوقت لتنطلقوا بسرعة!»

البابا فرنسيس في الأيّام العالميّة للشبيبة بَنَمَا 2019 البابا فرنسيس في الأيّام العالميّة للشبيبة بَنَمَا 2019 | Provided by: Daniel Ibáñez - CNA

تحت عنوان «قامَت مَريمُ فمَضَت مُسرِعَةً» (لوقا 1: 39)، أصدر البابا فرنسيس رسالة في مناسبة اليوم العالمي للشبيبة الذي يُحتفل به في الكنائس المحلّية في 20 نوفمبر/تشرين الثاني 2022. وشجّع البابا الشباب في رسالته ليتمثّلوا بالعذراء مريم ويحملوا البشرى للجميع.

ذكّر البابا في بداية رسالته بعناوين الأيّام العالميّة السابقة للشبيبة، معتبرًا أنّ الهدف الجديد الآن هو لقاء لشبونة العالمي للشبيبة في أغسطس/آب 2023. وانطلاقًا من القسم الأوّل من آية «قامَت مَريمُ فمَضَت مُسرِعَةً»، شرح الأب الأقدس أنّ مريم العذراء لم «تُكبّل» بعدما بشّرها الملاك بالبشرى المُزَلْزِلة لولادة ابن الله من أحشائها، بل خرجت إلى النور والحياة لأنّ يسوع هو قوّة القيامة. وصارت مريم بذلك صورة للكنيسة التي تحمل البشرى.

وقال البابا: «اختبار حضور المسيح القائم من بين الأموات في حياتنا الشخصيّة، ولقاؤه "حيًّا"، هو أعظم فرح روحيّ، هو انفجار نور لا يدع أحدًا "جامدًا" في مكانه». واعتبر البابا أنّنا مدعوّون إلى الدخول في ديناميكيّة القيامة والسماح للربّ بأن يقودنا على الطرق التي يريد أن يَدُلَّنا عليها. لذا، خَلُص البابا في القسم الأوّل من رسالته لاعتبار «أمّ الربّ يسوع نموذج للشباب "المتحرّك" وغير المتجمّد أمام المرآة ليتأمّل في صورته الخاصّة أو "المقيّد" بشبكة الإنترنت» لأنّ مريم هي امرأة الفصح وهي في حالة «عبور» دائم.

وشجّع البابا على تخطّي حاجز اللامبالاة والتحرّك نحو المحتاجين الذين ينتظرون نظرتنا العطوفة. وفسّر الحبر الأعظم أنّ مريم لا تنتظر انبهار الآخرين في أعمالها، كما ينتظر الكثير منّا اليوم أن يضع الأصدقاء «أعجبنا» على منشوراتنا على وسائل التواصل الاجتماعي. ورأى البابا أنّ مريم ما زالت حتّى اليوم تزور أبناءها، المحتاجين إلى عونها ومحبّتها، في المزارات والكنائس المخصّصة لها حول العالم.

وحذّر فرنسيس من «السرعة السيّئة» التي تختلف عن «السرعة الجيّدة» التي ظهرت في مريم. فـ«السرعة السيّئة» تقودنا للعيش بشكل سطحي «ببساطة وخفّة ومن دون التزام أو اهتمام ومن دون أن نشارك فعلًا في الأمور التي نقوم بها».

وانتقل الأب الأقدس لتسليط الضوء على أليصابات وزكريّا اللذَيْن، باستقبالهما لمريم ويسوع، يعلّماننا معنى الضيافة. من هنا، توجّه البابا من جديد إلى الشباب قائلًا: «لقد حان الوقت لكي تنطلقوا بسرعة من جديد نحو لقاءات عمليّة، ونحو استقبال حقيقي لمن هو مختلف عنّا، كما حدث بين مريم الشابّة وأليصابات الطاعنة في السنّ». ورأى الحبر الأعظم في الاستقبال الحقيقي للآخر بابًا للتغلّب على المسافات بين الأجيال والطبقات الاجتماعيّة والمجموعات العرقيّة وغيرها.

وقال البابا: «رسالتي إليكم، أيّها الشباب، والرسالة الكبرى التي تحملها الكنيسة هي يسوع! نعم، هو نفسه، ومحبّته اللامتناهية لكلّ واحد منّا، وخلاصه والحياة الجديدة التي منحنا إيّاها. ومريم هي النموذج الذي يعلّمنا كيفيّة استقبال هذه العطيّة الكبيرة في حياتنا وكيفيّة حملها للآخرين». وعبّر البابا في النهاية عن حلمه بأن يختبر الشباب من جديد، في اليوم العالميّ المخصّص لهم، فرحَ اللقاء مع الله والإخوة والأخوات.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته