الفاتيكان: قدّاس يجمع كرادلة العالم والبابا يدعو إلى الاندهاش أمام الله

البابا ملقيًا عظته خلال قدّاس اليوم البابا ملقيًا عظته خلال قدّاس اليوم | Provided by: Daniel Ibáñez - CNA

صلّى البابا في عظته اليوم من أجل أن يعطي الله الكرادلة نعمة الاندهاش، بشفاعة العذراء مريم. وتأتي كلمته هذه في القدّاس الختامي للكونسيستوار الاستثنائي الذي عُقِدَ في اليومَيْن الأخيرَيْن في القاعة السينودسيّة في الفاتيكان.

فعند الخامسة والنصف من بعد ظهر اليوم، شارك الأب الأقدس بالذبيحة الإلهيّة التي ترأسها الكاردينال جان باتيستا ري بحضور غالبيّة كرادلة العالم ومئات الأساقفة والكهنة وآلاف المؤمنين في بازيليك القدّيس بطرس في الفاتيكان.

وكان البابا فرنسيس قد تناقش، في خلال الكونسيستوار مع بطاركة الشرق والكرادلة ومسؤولي أمانة سرّ حاضرة الفاتيكان الذين بلغ عددهم الإجمالي 196 شخصًا، بالدستور الرسولي الجديد «أعلنوا الإنجيل»، في حين خُصّصت الجلسة الختاميّة من النقاشات ليوبيل الرجاء 2025.

في عظته، دعا البابا إلى التأمّل بدهشة القدّيس بولس أمام مخطّط الله الخلاصي ودهشة التلاميذ أمام يسوع القائم من الموت، سائلًا الحاضرين: «كيف حال دهشتك؟ أتشعر بها أحيانًا أم أنّك نسيت ماذا تعني الدهشة؟» وطلب من الكرادلة الانطلاق من حيث يهبّ الروح القدس من أجل إعلان عجائب الربّ للشعوب كلّها.

وشرح البابا أنّ المسيح هو المفْصَل الذي يحرّك كل مفاصل التاريخ: الخلق ودعوة الإنسان وفداء البشريّة وإعادة الخليقة بأسرها إلى الوحدة كي تسبّح الله وتمجّده بنعمة الروح القدس. بعدها، انتقل الأب الأقدس في عظته إلى دعوة يسوع القائم من الموت إلى التلاميذ، في إنجيل متّى (مت 28: 19-20)، لبشارة كلّ الأمم. واعتبر أنّ كلمات يسوع لا تزال تتحلّى بقوّتها ووقعها على الرغم من مرور ألفي سنة عليها.

وأضاف البابا أنّ الدهشة أمام يسوع هي طريق الخلاص، مصلّيًا لأن يحفظ الله الدهشة في القلوب، ومنبّهًا الكرادلة من عدم الوقوع في خداع المجرّب (الشيطان) الذي يحاول جعل أتباع المسيح أشخاصًا دنيويّين لا يؤثّرون في الناس.

وفسّر البابا أنّ كلمة الله توقظ اليوم فينا دهشة «أن نكون في الكنيسة وأن نكون كنيسة». واستعاد فرنسيس الرسالة العامّة الباباويّة «كنيسته» التي كتبها البابا بولس السادس والتي حضّ فيها، في خلال المجمع الفاتيكاني الثاني، على أن تتمتّع الكنيسة بوعيٍ أكبر لذاتها وأصلها ورسالتها. ووصّف فرنسيس سلفه بولس السادس بخادم الكنيسة الذي يعرف الاندهاش أمام مخطّط الله ويحبّ الكنيسة بشغف، مشبّهًا إيّاه بالقدّيس بولس الرسول.

وختم الحبر الأعظم داعيًا العذراء مريم إلى أن تشفع لكي ينال كلّ واحد من الكرادلة نعمة الاندهاش.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته