البابا فرنسيس يدعو المسيحيين إلى مهمّة تاريخيّة

البابا فرنسيس في أغسطس/آب 2018 البابا فرنسيس في أغسطس/آب 2018 | Provided by: Daniel Ibáñez - CNA

بمناسبة اللقاء الثالث والأربعين للصداقة بين الشعوب، المُنعقد في مدينة ريميني الإيطاليّة بين 20 و25 أغسطس/آب الحالي تحت عنوان «شغف بالإنسان»، بعث البابا فرنسيس رسالة إلى أسقف ريميني فرانشيسكو لامبيازي، داعيًا إلى عيش الأخوّة العالميّة، ومُعتبرًا إيّاها مهمّة المسيحيّين التاريخيّة.

وفي الرسالة المبعوثة عبر أمين سرّ حاضرة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين والتي تحمل توقيع هذا الأخير، شرح البابا أنّ المؤتمر أراد تذكّر خادم الله المونسنيور لويدجي دجوسّاني الذي قال في العام 1985 في لقاء الصداقة عينه: «لم تأتِ المسيحيّة لتؤسّس دينًا، بل أتت كشغف بالإنسان. (...) حُبّ للإنسان وإكرام للإنسان وحنان للإنسان وشغف بالإنسان وتقدير مطلق للإنسان».

وتصف الرسالة كيف أبعد التاريخ في لحظات معيّنة انتباهه عن نظرة المسيح إلى الإنسان. وتؤكّد تسليط البابا فرنسيس الضوء في مناسبات عدّة على هشاشة الزمن الذي نعيش فيه. وتستعيد شرح البابا بندكتس السادس عشر عن انتظار الإنسان مجيء سامريّ صالح ينجده.   

وعبر كلمات الرسالة العامّة الباباويّة «كلّنا إخوة»، شرح البابا فرنسيس أنّ في أساس تصرّف السامري الصالح التعرّف على يسوع في كلّ أخ متروك ومُهمّش. وذكّر بأنّ شغف المسيح تجاه مصير كلّ خليقة هو ما يجب أن يدفع نظرة المؤمن لتكون تجاه أيّ كان: ذات حُبّ مجّاني، من دون مقياس أو حسابات. وتكلّم البابا في الرسالة عن شرخ التقاتل بين الناس الذي أدّت جائحة كورونا والحرب إلى توسعته. كما استعاد قول بندكتس السادس عشر إنّ الأخوّة ليست طريقًا بين الغيوم بل دربًا صحراويّة.

وأوضحت الرسالة أنّ درب اكتشاف الذات واللقاء بالآخر أمر جوهريّ للإنسان، ومثل السامري الصالح يُظهر لنا أنّ وجودنا مرتبط بالآخر بشكل وثيق وأنّ العلاقة مع الآخر ضروريّة حتّى نحقّق ذواتنا بالملء. وفي الاقتباس مجدّدًا من المونسينيور دجوسّاني تشرح الرسالة أنّ انحناء الله على عدمنا أمر مؤثّر. وتتابع أنّ ثمرة الذي يقتدي بيسوع هي «الصداقة الاجتماعيّة التي لا تستثني أحدًا والأخوّة المُنفتحة على الجميع».

وتضيف الرسالة: «كم يحتاج رجال عصرنا ونساؤه إلى اللقاء بأشخاص لا يلقون المحاضرات عن الشرفات، بل ينزلون إلى الطرقات مشاركين تعب الحياة اليوميّة ويساندهم رجاء وثيق!»

وقال الكاردينال إنّ البابا فرنسيس يصرّ على دعوة المسيحيّين إلى هذه المهمّة التاريخيّة من أجل خير الجميع، عبر الوثوق بأنّ إنجيل يسوع المتجسّد في حياة الجماعة المسيحيّة هو نبع كرامة كلّ كائن بشريّ وإمكانيّة مفتوحة على الأخوّة العالميّة.

وتمنّى البابا أنّ يتقبّل المنظّمون والمشاركون في اللقاء نداءَ الأخوّة العالميّة ويتابعوا التعاون مع الكنيسة الجامعة على درب الصداقة بين الشعوب، ناشرين في العالم الشغف بالإنسان.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته