أربيل, الاثنين 8 ديسمبر، 2025
تختلف استعدادات المسيحيّين حول العالم لاستقبال ميلاد الربّ يسوع بحسب اختلاف تقاليدهم وثقافاتهم. وللكنيسة اللاتينيّة، في الشرق والغرب، خصوصيّة وتقاليد تتخلّل زمن المجيء وتُبرز الاستعداد بفرح لاستقبال المخلّص.
تشرع الاستعدادات مع بداية زمن المجيء، إذ تصنع كلّ كنيسة إكليلًا من الأغصان يُدعى «إكليل المجيء»، تزيّنه أربع شمعات، تُضاء إحداها في كلّ أحد من الآحاد الأربعة المكوِّنة لزمن المجيء، كما أوضح الأب زياد قره قوشي الدومنيكيّ في حديثه عبر «آسي مينا».
وأوضح أنّ شكل الإكليل الدائريّ يرمز إلى انتظار عودة الربّ، فيما تشير الأغصان الخضراء إلى الرجاء والحياة التي لا تذبل. أمّا الشموع فترمز إلى نور النبوّة التي أنارَت شيئًا فشيئًا عتمة ليل الانتظار حتى بزوغ المسيح، شمس الحقّ.
وبيَّنَ أنّ لون ثلاثٍ من الشمعات يكون بنفسجيًّا فيما الرابعة ورديّة اللون، مخصّصة للأحد الثالث المدعوّ «أحد البهجة Gaudete». ولفت إلى أنّنا حين نضيء الشمعات الأربع بالتتابع كلّ أحدٍ، مع التقدّم في زمن المجيء حتّى بلوغ ليلة الميلاد، نستذكر أحداث تاريخ الخلاص التي سبقَت مجيء المسيح.
وأبرز قره قوشي المعاني الكامنة وراء إضاءة كلّ شمعة وتمايزها انطلاقًا من القراءة الطقسيّة المصاحبة لكلّ أحد: «إذ تشير الأولى إلى ضرورة السهر في انتظار مجيء الربّ، وهو ما يدعو إليه النصّ (مت 24: 37-44) حول الاستعداد لمجيء ابن الإنسان بغتةً. وفي إشعال الثانية دعوة نجدها في نصّ (مت 3: 1-12) وكرازة يوحنّا المعمدان الداعية إلى التوبة».
وأشار إلى أنّ إيقاد الشمعة الورديّة يدعونا إلى الفرح، واثقين من أنّ «الربّ قريب»، وهو ما نفهمه من النصّ (مت 11/ 2-11) الذي يُلخّص موضوع الرجاء والفرح بقرب مجيء المخلّص. وتشير الأخيرة إلى كلّ الأحداث التي تسبق ميلاد المسيح واكتمال الاستعدادات لاستقباله، وهو ما نقرأه في نصّ (مت 1/ 18-24) لنفهم أنّ هذه الشمعة ترمز إلى محبة الله العظيمة للبشريّة التي تجسّدت في إرسال ابنه الوحيد إلى العالم.
وختم قره قوشي موضحًا أنّ هناك من يضيف شمعة خامسة بيضاء اللون، توضع في وسط الإكليل لترمز إلى المسيح، وتضاء ليلة عيد الميلاد رمزًا لحضور يسوع وميلاده نورًا للعالم. «لكنّ الأهمّ هو أن تكون قلوبنا مضاءةً لاستقبال المسيح، وأن نخصّص مركزها مكانًا لحضور ربّنا».
اشترك في نشرتنا الإخبارية
في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.
اشترك الآنرسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!
تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته