البابا لاوون من مستشفى الصليب في لبنان: خصّصوا للمرضى مكانةً في قلب المجتمع

جلّ الديب, الثلاثاء 2 ديسمبر، 2025

في لقاء مع المرضى ومقدّمي الرعاية الصحيّة في لبنان، قال البابا لاوون الرابع عشر إنّه جاء إلى «حيثما يسكن يسوع»، مُضيفًا أنّ المسيح حاضر «فيكم أنتم المرضى، وفيكم أنتم الذين تعتنون بالمتألّمين». جاء كلامه في خلال زيارته مستشفى الصليب للأمراض النفسية والعقلية في جلّ الديب-بقنايا.

وخاطب الأب الأقدس الطاقم الطبي والمرضى وراهبات الصليب اللواتي يدِرن المؤسسة. وأشار إلى مؤسِّس المستشفى، الطوباوي الأب يعقوب الحداد الكبوشي، واصفًا إيّاه بـ«نبع المحبّة الرسوليّة الذي لا ينضب». كما أشار أنّ إخلاصه لخدمة المتألّمين صاغ هوية هذا الصرح.

وقال البابا للعاملين في الرعاية الصحية: «إنّ حضوركم علامة ملموسة على محبّة المسيح ورحمته». وشبّه خدمتهم بعمل السامري الصالح الذي توقّف لمساعدة الجريح. وحضّهم على ألّا يفقدوا العزم حين يتغلّب عليهم التعب أو الإحباط: «تأمّلوا بأعينكم كمّ الخير الذين تستطيعون أن تفعلوه. فهذا عملٌ عظيمٌ في نظر الله».

كما حذّر البابا بصريح العبارة المجتمع اللبناني المنهمك بالإنجاز والرفاه، إذ قد ينزلق إلى التخلّي عن أضعف أعضائه. وقال: «لا يمكن أن نتصوّر مجتمعًا ينافس الوقت بحيويّته بينما يتجاهل هذا الكمّ من حالات الفقر والضعف». وشدّد على أنّ المسيحيين مدعوّون إلى إيلاء الفقراء الأولويّة، لأنّ «صرخة الفقراء» الواردة في الكتاب المقدّس كله، ما زالت تنتظر استجابةً.

جدير بالذكر أنّ مستشفى الصليب تأسّس بفضل الطوباوي يعقوب الكبوشي عام 1919. وأصبحت هذه المؤسّسة اليوم واحدًا من أبرز المراكز المتخصّصة في الطبّ النفسي وخدمات الإعاقات العقليّة في المنطقة. وتدير راهبات الصليب الفرنسيسكانيات المستشفى المؤلّف من خمسة أجنحة والذي يقدّم خدماته اليوم لأكثر من 2,200 شخص سنويًّا.

وتوجّه البابا إلى المرضى مؤكّدًا أنّ كرامتهم ومكانتهم مُصانتان في قلب الله. وقال: «أنتم قريبون من قلب الله الآب. لقد وضعكم بين يديه». وأضاف: «اليوم يكرّر الربّ لكلّ واحد منكم: أنا أحبّك، أعتني بك، أنت ابني… فلا تنسَ هذا أبدًا». وفي بعض محطّات الزيارة، بدا البابا لاوون وكأنّه يحبس دموعه.

تُرجِمَ هذا المقال عن وكالة الأنباء الكاثوليكية، شريك إخباري لـ«آسي مينا» باللغة الإنجليزية، ونُشِر هنا بتصرّف.