بيروت, الجمعة 28 نوفمبر، 2025
يومان يفصلان لبنان عن زيارة البابا لاوون الرابع عشر، في مرحلة يختلط القلق بالأمل، وتبرز أسئلة عمّا سيحمله الحبر الأعظم من رسائل إلى شعبٍ أنهكته الأزمات وإلى منطقة تموج بالتوترات.
أكّد النائب الرسولي للاتين في لبنان، المطران سيزار أسايان، عبر «آسي مينا» أنّ زيارة البابا ليست مجرّد محطة بروتوكولية، بل امتداد لمسار طويل من اهتمام الكرسي الرسولي بلبنان وبقضايا الشرق.
ورأى أنّ أهمية لبنان بالنسبة إلى الفاتيكان تتجلّى في خطوات ثابتة اتخذها البابوات المتعاقبون، بدءًا بالبابا القديس يوحنا بولس الثاني. وأضاف: «اليوم، يأتي البابا لاوون الرابع عشر ليُكمل هذه المسيرة بصفته "فاعل سلام"، حاملًا معه ذاك الإرث الرسولي في وقت يغلي الشرق الأوسط. الجميع يتحدث عن الحرب، فيما يأتي هو ليذكّر بالسلام، بما تحتاجه شعوب الشرق الأوسط وتحلم به. هذا السلام لا يهبط فجأةً، بل هو مسارٌ يتطلّب بحثًا وتجديدًا وفعلًا مشتركًا».
رسائل بابويّة من محطّات الزيارة
وفق قراءة أسايان، يمكن فهم ملامح رسالة الزيارة المرتقبة من خلال المحطات التي اختارها البابا: محطّة القديس شربل، وفيها دعوة إلى الصمت واللقاء مع الله، وإلى التذكير بأنّ السلام يبدأ من «عمق العلاقة بالربّ»؛ وزيارته مستشفى دير الصليب واجتماعه بـ«المهمّشين»؛ وزيارة مرفأ بيروت، وهي محطة تحمل رمزيّة قوية بعد الانفجار الذي أوجع اللبنانيين. وهنا يأتي لاوون ليذكّرنا بكلمات البابوات السابقين: «لا سلام من دون حقيقة وعدالة»، واستعادة كرامة الإنسان ضرورة لبناء مستقبل جديد.
وشدّد أسايان على أنّ هذه الزيارة تحضّ المسيحيين في لبنان والشرق على اكتشاف دعوتهم المتجددة، موضحًا: «ذكّرنا البابوات بأنّ المسيحيين في الشرق مدعوون إلى حمل رسالة الوحدة، سواء مع سائر الطوائف المسيحية أم مع جميع البشر؛ فالسلام والتلاقي والأخوّة أكبر من أيّ اختلاف نعيشه اليوم».
وعن استعدادات الكنيسة اللاتينية في لبنان، بيّن أسايان أنّ الإكليروس والرهبان والعلمانيين سيشاركون في جميع محطات الزيارة. وختم: «نحن جاهزون تمامًا لنسمع ما سيقوله لنا البابا، ولنحاول أن نترجم كلماته عمليًّا في حياتنا بعد مغادرته».
اشترك في نشرتنا الإخبارية
في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.
اشترك الآنرسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!
تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته