من بولس السادس إلى لاوون الرابع عشر... الأب ماسيدو يستقبل بابا جديدًا في الشرق

أنقرة, الخميس 27 نوفمبر، 2025

في تركيا، تنتظر البابا لاوون الرابع عشر جماعة مسيحيّة صغيرة في عددها، حيّة وفاعلة في شهادتها وإيمانها. وغدًا، يستقبله كاهن رعية كاتدرائية الروح القدس في إسطنبول، الأب نيقولا ماسيدو، ولن تكون المرّة الأولى التي يرحّب فيها بحبر أعظم.

خدم ماسيدو في لبنان وإيران والأراضي المقدّسة، ويقيم اليوم في تركيا منذ أكثر من خمسة عشر عامًا. كان في السابعة عشرة من عمره عندما وصل إلى لبنان، ثم واصل خدمته في بلدان عدة وعاش تجارب صعبة منحته فهمًا عميقًا لواقع الشرق الأوسط وتعقيداته ولحياة الأقلّيات المسيحية فيه.

كذلك، راكم خبرة واسعة في التعامل مع الزيارات البابوية؛ فقد كان لقاؤه الأول مع البابا بولس السادس في مطار لبنان، في خلال توقّف قصير للأب الأقدس في طريقه إلى الهند. ثم التقى البابا يوحنّا بولس الثاني في كاستل غاندولفو بعد خروجه من إيران، وبعده البابا بنديكتوس السادس عشر في بيت لحم عام 2008.

وتحدّث ماسيدو عن الهدية التي ستقدّم إلى البابا لاوون عند وصوله: كأس من الفضّة صنعها فنّان أرمني، تحمل نقشًا للرسل الستّة الذين جاؤوا إلى هذه البلاد. وانطلاقًا من هذه الهدية الرمزية، توقّف ماسيدو على الجذور المسيحية العميقة لتركيا، مذكّرًا بأنّ هذه الأرض كانت في قلب تاريخ الكنيسة الأولى.

وشدّد على روح الوحدة المسكونيّة التي تجمع مختلف الكنائس، قائلًا إنّ الجميع يسعى الى البقاء قريبًا من الآخر. وأشار إلى التحديات التي تواجهها جماعته، خصوصًا المهاجرين الذين يعانون صعوبات ماليّة، ومشكلات في تصاريح الإقامة، وأحيانًا التمييز. ومع ذلك، تعمل الرعية على مرافقتهم عمليًّا وروحيًّا عبر التعليم والدعم الاجتماعي، وتأمين مساعدات طبّية وجراحية عند الحاجة، وتنظيم خلوات روحية وتوفير دعم نفسي وعاطفي.

وتطرّق ماسيدو إلى الفارق بين واقع المسيحيّين في لبنان وتركيا، قائلًا إنّه في لبنان كان يشعر بأنّه في بيته بسبب حضور الرموز الدينيّة في كلّ مكان، فيما تبقى الكنائس في تركيا غير ظاهرة باستثناء كنيسة القديس أنطونيوس في شارع الاستقلال. وختم مؤكّدًا أنّ زيارة البابا لاوون تأتي لتشجيع الجماعة المسيحية على الثبات والسعي إلى السلام.