بغداد, الجمعة 14 نوفمبر، 2025
حَسمَ إعلان المفوّضيّة العليا المستقلّة للانتخابات في العراق النتائجَ الرسميّة الأوليّة للتصويت في انتخابات مجلس النوّاب العراقيّ 2025 جَدَلًا واسعًا رافق احتدام تنافس مرشّحي كوتا المسيحيّين على الفوز بمقاعدها الخمسة، ومُنهيًا بذلك تضارب أرقام النتائج الأوّليّة غير الرسميّة.
وبحسب المفوّضيّة، أسفر تصويت قرابة 150 ألف ناخبٍ لمرشّحي مقاعد كوتا المسيحيّين عن فوز كلٍّ من: إيفان جابرو، أسوان الكلدانيّ، كلدو رمزي، سامي أوشانه، وعماد يوخنّا بمقاعد بغداد ونينوى وأربيل ودهوك وكركوك، على التوالي.
وأبرزت وسائل إعلام عراقيّة في وقت سابق إحراز عددٍ من مرشّحي الكوتا المسيحيّة ما يزيد على عشرة آلاف صوتٍ ضمن التصويت الخاصّ، في سياق إعلانها عن حائزي الأعداد الأعلى من الأصوات لمقاعد كوتا الأقليّات في خلاله، وتزايدت لاحقًا في التصويت العام.
تُظهر الأرقام الرسميّة إقبالًا واسعًا على التصويت لمرشَّحي كوتا المسيحيّين، وبخاصّةٍ في خلال التصويت الخاصّ بمنتسبي الوزارات الأمنيّة التي لا تضمّ سوى عددٍ محدودٍ جدًّا من المسيحيّين بين منتسبيها، ما يُعَدّ غير متناسب مع أعداد المسيحيّين في داخل العراق، مع أخذ أعداد الذين يحقّ لهم التصويت منهم والمقاطعين أيضًا في الاعتبار، فضلًا عن حرمان مسيحيّي المهجر من التصويت.
يُذكر أنّ سجالاتٍ حادّة رافقت العمليّة الانتخابيّة إبّان فترة التصويتَين الخاصّ والعامّ، عبر مواقع التواصل ووسائل الإعلام، تمحورت حول شفافيّة التصويت على مقاعد كوتا المسيحيّين في ظلّ غياب قانونٍ انتخابيّ يحصر التصويت ضمن المكوِّن، ما عدّه مراقبون ثغرةً جوهريّة.
حسّ وطنيّ عالٍ
وكان البطريرك الكلدانيّ الكاردينال لويس روفائيل ساكو أعرب عن أمله بأن تُفرز الانتخابات برلمانًا يضمن حقوق المسيحيّين بدل اعتبارهم مواطنين من الدرجة الثانية، وألّا تستولي الأحزاب والجهات المتنفِّذة على مقاعد كوتا الأقليّات.
وعقب إعلان النتائج، دعا ساكو المسيحيّين إلى العمل معًا كفريق واحد وتأسيس مجلس مستقلّ ليكون مرجعيّة سياسيّة للمكوِّن. وشدّد على دور القيادات المسيحيّة، كنسيّةً وسياسيّة، في العمل على «بقاء المسيحيّين على أرضهم، والحفاظ على حقوقهم وحضارتهم ولغتهم، وتواصلهم المتناغم مع شركائهم في الوطن».
من جانبها، استنكرت جهات سياسيّة مسيحيّة ما وصفته بـ«ممارسات مشوّهة» أفرغت حقّ المسيحيّين في مقاعد الكوتا من مضمونه، وحوّلتها إلى «أداة بيد القوى المُتَنَفِّذة تستثمرها لتحقيق مكاسب حزبيّة ضيّقة عبر ضخّ عشرات الآلاف من الأصوات من خارج المكوّن».
وفي الدورة السابقة، فازت حركة بابليّون بأربعة من مقاعد كوتا المسيحيّين، وكان المقعد الخامس من نصيب مرشّح مستقل. أمّا في هذه الدورة فانحصر عدد مقاعد الحركة باثنين فقط مقابل فوز ثلاثة مرشّحين مستقلّين. لكنّ وسائل إعلام كردية أشارت إلى أنّ هؤلاء الثلاثة مدعومون من الحزب الديمقراطيّ الكردستاني، في سياق إعلانها فوز خمسةٍ من المرشّحين المدعومين من الحزب بمقاعد كوتا الأقلّيات. ويبقى غير واضح حتى الآن من سيحظى بالوزارة المخصصة للمكوّن المسيحي في ضوء خسارة بابليون أغلبيّتها السابقة.
جدير بالذكر أنّ قانون انتخابات مجلس النوّاب العراقي يُخصّص خمسة مقاعد للمكوّن المسيحيّ، وفق نظام الكوتا، موزّعة على محافظات بغداد، ونينوى، وكركوك، وأربيل، ودهوك.
وبحسب المفوّضيّة العليا المستقلّة للانتخابات في العراق، بلغت نسبة المشاركة في التصويتَين الخاصّ والعامّ يومَي 9 و11 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري 56.11 في المئة، في انتخاباتٍ هي السادسة منذ 2003. ولفتت المفوّضيّة إلى أنّ أبوابها ستكون مفتوحة أمام الاعتراضات والطعون مدّة ثلاثة أيّام عقب إعلان النتائج الرسميّة النهائيّة بقرارٍ من مجلس المفوّضين.
اشترك في نشرتنا الإخبارية
في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.
اشترك الآنرسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!
تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته