الأحد 7 ديسمبر، 2025 تبرّع
EWTN News

مع مار مارون في براد السوريّة... قدّاس بعد خمسة عشر عامًا من الصمت

من رحلة الحجّ إلى ضريح مار مارون وكنيسة مار سمعان العموديّ في شمال غرب سوريا/ مصدر الصورة: مجموعة كشّاف الموارنة

احتفلت الكنيسة المارونية في حلب بأول قداس إلهي عند ضريح مار مارون في قرية براد شمالي غرب البلاد، بعد أكثر من خمسة عشر عامًا من الانقطاع بسبب الحرب. حمل الحدث رمزية كبيرة بعودة النبض الروحي إلى واحد من أقدم المواقع المسيحية في العالم والمسمّى القرى الميتة أو المنسية.

أوضحت المرشدة السياحية والمهندسة مها أركيلو عبر «آسي مينا» أنّ فكرة تنظيم رحلة الحج إلى براد، ثم إلى كنيسة القديس سمعان العمودي، انطلقت من قادة مجموعة كشاف الموارنة في حلب الذين أرادوا إحياء حج جماعي لأعضاء المجموعة.

من رحلة الحجّ إلى ضريح مار مارون وكنيسة مار سمعان العموديّ في شمال غرب سوريا. مصدر الصورة: مجموعة كشّاف الموارنة

وأكّدت أنّها فوجئت عند بلوغها نقطة الانطلاق، برؤية أكثر من ثمانين مشارك ومشاركة. وأضافت أنّ أعمارهم بدأت بثماني سنوات، ما يعكس تشجيع الأهالي أبناءهم على الانخراط في هذه النشاطات الروحية وتحدّيهم الخوف.

وتابعت أركيلو: «عند الوصول إلى براد، أقامت الشبيبة الكشفية قداسًا إلهيًّا ترأسه الأب الماروني غاندي مهنا الذي شدّد في عظته على أنّ رغم القيمة الروحية والتاريخية للكنائس والآثار المسيحية، يتجلّى وجود الله في قلب كل إنسان، والمحبة الحقيقية هي المعيار الأسمى للإيمان».

من رحلة الحجّ إلى ضريح مار مارون وكنيسة مار سمعان العموديّ في شمال غرب سوريا. مصدر الصورة: مجموعة كشّاف الموارنة

وأشارت أركيلو إلى أنّها قدّمت إلى الحجاج شرحًا عن تاريخ الكتلة الكلسية في شمال غرب سوريا، والتي كانت تضم أكثر من 800 كنيسة، قبل أن تُهجَر بعد سلسلة من الزلازل. وتحدّثت عن سيرة مار مارون، الناسك السوري الذي عاش في العراء في «كالوتا»، ووهبه الله موهبة الوعظ والشفاء، فكان الناس يأتون إليه من المناطق القريبة. وبعد وفاته، تنافست القرى المجاورة على الاحتفاظ بجثمانه حتى استقر في براد، حيث شُيّدت كنيسة حملت اسمه، ولا يزال ضريحه قائمًا حتى اليوم ولم يتعرض لأضرار تُذكر في سنوات الحرب.

وبيّنت أنّ الرحلة كانت ترافقها ثلاث سيارات أمنية تضمّ نحو 15 عنصرًا من الأمن العام لتأمين سلامة الحجاج. وقالت: «كانوا لطفاء جدًّا، لم يتدخلوا في أيّ أمر بل بدا وجودهم مطمئنًا، وأحيانًا كنّا ندعوهم إلى مشاركتنا التقاط الصور التذكارية».

من رحلة الحجّ إلى ضريح مار مارون وكنيسة مار سمعان العموديّ في شمال غرب سوريا. مصدر الصورة: مجموعة كشّاف الموارنة

وعبّرت أركيلو عن الأمل بعودة السياحة إلى سوريا، لا سيما السياحة الدينية المسيحية، قائلةً: «نتمنى أن يتشجع الزوار على المجيء من جديد، فسوريا كانت جميلة وما زالت كذلك».

يُذكر أنّ الأب مهنا تمكّن من الوصول في هذه الرحلة إلى كابيلا مارونية قريبة من ضريح مار مارون، أقام فيها الناسك توفيق عجيب الذي نحت على جدرانها مشاهد إنجيلية بديعة، إلا أنّها تعرضت في خلال فترة الحرب الأخيرة للحريق والتخريب الجزئي.

من رحلة الحجّ إلى ضريح مار مارون وكنيسة مار سمعان العموديّ في شمال غرب سوريا. مصدر الصورة: مجموعة كشّاف الموارنة

اشترك في نشرتنا الإخبارية

في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.

اشترك الآن

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته