الاثنين 8 ديسمبر، 2025 تبرّع
EWTN News

الجامعة الكاثوليكيّة في أربيل... عشر سنواتٍ من الخدمة والإبداع

الجامعة الكاثوليكيّة في أربيل تحتضن التنوّع وتدعمه/ مصدر الصورة: صفحة الجامعة الكاثوليكيّة في فيسبوك

في خضمّ مأساة النزوح القسريّ التي عاشها مسيحيّو العراق في العام 2014، ورغم معاناتهم التهجير والتهميش ونزيف الهجرة المستمرّ، كان هناك خيارٌ كنسيّ عميق ينضج لإعلان تأسيس الجامعة الكاثوليكيّة في أربيل CUE، منطلِقًا من رؤيةٍ رصينة أساسها الإيمان بضرورة تفعيل حضورٍ مسيحيّ ناضجٍ ومسؤول في قلب المجتمع، يُسهم في تكوين الضمائر، وصياغة القناعات، وبناء الجسور.

قبل أن ينقضي العام 2015 وُلِدَت الجامعة الكاثوليكيّة في أربيل من رحم المعاناة، بدعم مجلس أساقفة إيطاليا، لتكون «علامة رجاء وسط الرُّكام، ومكانًا يلتقي فيه العقل بالإيمان، والحرّيّة بالمسؤوليّة، وبيئةً تُربّي الإنسان على القيَم والأخلاق والمحبّة والخدمة، وعلى الانتماء الصادق إلى الأرض التي وُلد فيها الإيمان، قبل أن تكون مؤسّسة أكاديميّة رصينة تمنح الشهادات»، كما قال المطران بشّار متّي وردة، راعي إيبارشيّة أربيل الكلدانيّة ومؤسِّس الجامعة ورئيس مجلس أمنائها في حديثه عبر «آسي مينا».

المطران بشّار متّي وردة، راعي إيبارشيّة أربيل الكلدانيّة ومؤسِّس الجامعة الكاثوليكيّة ورئيس مجلس أمنائها. مصدر الصورة: صفحة الجامعة الكاثوليكيّة في فيسبوك

دعم التنوّع

في خلال عشر سنواتٍ من الإبداع والإنجاز والتضحيات، فتحت الجامعة أبوابها أمام آلاف الطلبة من مختلف الانتماءات الدينيّة والعرقيّة، لا سيّما من المهجَّرين المسيحيّين والأيزيديّين الذين عانوا ظلم داعش قتلًا وتهجيرًا وسلبًا. وجسّد تنوّع أساتذتها أيضًا روح التعايش والتعاون.

أَسهَم متبرّعون، كاثوليك وغير كاثوليك، في دعم برامج المِنح الدراسيّة الكاملة والجزئيّة لكثير من الطلبة، «نخصّ بالذكر دعم مؤسّسة عون الكنيسة المتألِّمة في إطلاق مِنح (البابا فرنسيس)، وإسهام منظّمة فرسان كولومبوس الأميركيّة. كما أنشأت الجامعة برنامجًا للمِنح يساعد المانحين حول العالم على دعم الشباب الدارسين في الجامعة»، بحسب وردة.

الجامعة الكاثوليكيّة في أربيل تحتضن التنوّع وتدعمه. مصدر الصورة: صفحة الجامعة الكاثوليكيّة في فيسبوك

خدمة المجتمع المحلّي

لم تكتفِ الجامعة بتقديم تخصّصات أكاديميّة، بل دعمت مشاريع كثيرة لخدمة المجتمع المحلّي، فكانت سبّاقة في توفير الدراسة مِن بُعد في زمن جائحة كورونا واجتهدت في تقديم ورش عملٍ ودوراتٍ في تعليم اللّغات، والدعم النفسيّ، وتمكين المرأة ودراسة تاريخ كنيسة المشرق وتراثها الروحيّ وسواها، وفق ما بيَّنَ وردة.

وأضاف: «نُريدها مساحةً حرّة للتفكير، ومختبرًا للتمييز، ومدرسة لتنشئة القادة، حيث يُصاغ الجيل الجديد لا ليُهاجر، بل ليبقى ويبني ويشهد لكنيسته في بُعدَيها الأكاديميّ والنبويّ معًا».

على صعيدٍ متّصل، غدت الجامعة اليوم منبرًا حيًّا لخدمة قضايا الكنيسة والمجتمع، عبر احتضانها مؤتمرَين وطنيَّين بارزين، عامَي 2024 و2025، وهي تسعى إلى إرسائه تقليدًا سنويًّا.

ناقش الأوّل قانونَ الأحوال الشخصيّة للمسيحيّين «استجابةً لتوق المؤمنين إلى قانونٍ يُراعي خصوصيّتهم ويحترم تعاليم ديانتهم ويحمي كرامتهم داخل الإطار الوطنيّ. وتناول الثاني قانونَ إدارة الأوقاف الكنسيّة، بوصفه ملفًّا مصيريًّا، لضمان الاستدامة والشفافية وحُسْن التدبير، حمايةً لإرث الكنيسة وخدمةً لرسالتها. شارك في كليهما قانونيّون وأكاديميّون وممثّلون عن مختلف الكنائس».

الجامعة الكاثوليكيّة في أربيل تُنظِّم مؤتمراتٍ وطنيّة وورش عمل تخدم المجتمع المحلّي. مصدر الصورة: صفحة الجامعة الكاثوليكيّة في فيسبوك

تفتخر الجامعة اليوم باحتضانها قرابة ألف طالبٍ وطالبة، ينهلون فيها العلوم والمعارف في تخصّصات: الصيدلة، والهندسة المدنيّة والمعماريّة، وتكنولوجيا المعلومات، وعلوم الحاسبات، والاقتصاد، والعلاقات الدوليّة، والمحاسبة، وآداب اللغة الإنجليزيّة، والإعلام الرقميّ، والدراسات الشرقيّة، وعلوم المختبرات الطبّيّة والتمريض. ويجتهدون لنيل شهاداتٍ أكاديميّة مُعتَرف بها لدى وزارتَي التعليم العالي والبحث العلميّ في إقليم كُردستان والحكومة المركزيّة وعلى الصعيد العالميّ أيضًا.

يُواصِل طلبة الجامعة الكاثوليكيّة في أربيل سعيهم إلى تجسيد شعارها الأبرز «طلبة اليوم، قادة المستقبل»، مؤكّدين أهمّيّة استعادة الكنيسة دورها التربويّ النبويّ في قلب المجتمع، وتأديتها شهادةً مسيحيّة لا تُقاس بالعدد، بل بالقدرة على أن نُقدِّم للعالم إنسانًا حرًّا، ومسؤولًا، ومُحِبًّا.

الجامعة الكاثوليكيّة في أربيل تحتفل بخرّيجيها. مصدر الصورة: صفحة الجامعة الكاثوليكيّة في فيسبوك

اشترك في نشرتنا الإخبارية

في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.

اشترك الآن

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته