الجمعة 5 ديسمبر، 2025 تبرّع
EWTN News

«رسم خرائط جديدة للرجاء»... رسالة بابويّة جديدة عن أهمّية التربية

البابا لاوون الرابع عشر يوقّع رسالة «رسم خرائط جديدة للرجاء» في بازيليك القدّيس بطرس-الفاتيكان/ مصدر الصورة: فاتيكان ميديا

أكّد البابا لاوون الرابع عشر أنّ التربية ليست نشاطًا ثانويًّا بل الحبكة الأساسية في التبشير بالإنجيل. وذكّر بأنّ التربية رسالة تبقى حية وفاعلة في عالم مشتت ورقمي. وأشار إلى ضرورة العمل أمام عدم المساواة التعليمية، مشدّدًا على أنّ التربية عمل محبة ورجاء.

لمناسبة يوبيل عالم التعليم وفي ذكرى مرور 60 عامًا على نشر المجمع الفاتيكاني الثاني إعلان «أهمّية التربية»، أطلق البابا لاوون الرابع عشر رسالة رسوليّة جديدة بعنوان: «رسم خرائط جديدة للرجاء».

تاريخ التربية الكاثوليكيّة

شرح لاوون أنّ تاريخ التربية الكاثوليكية يشير إلى عمل الروح القدس في العالم؛ فالكنيسة تربّي بالخدمة لا بالسيطرة. ومن آباء الصحراء إلى القديس أغسطينوس، ومن الرهبانيّات إلى الجامعات في العصور الوسطى، وصولًا إلى مؤسّسي التعليم الحديث، كانت التربية دائمًا استجابة ملموسة لاحتياجات الإنسان وطريقًا للتحرّر.

ورأى البابا أنّ التربية فعل جماعي يقوم على الحوار بين الإيمان والعقل. وذكّر بأنّه يعلن القديس جون هنري نيومان شفيعًا للرسالة التربوية إلى جانب توما الأكويني، مؤكدًا أنّ المعرفة تولد من القلب ومن الحوار... فالتربية «عمل رجاء» ووعد بالمستقبل، يُنقل من جيل إلى جيل.

تكوين الإنسان بمختلف أبعاده

أشار لاوون إلى أنّ الوثيقة المجمعية تؤكّد الحق العالمي في التعليم ودور الأسرة بصفتها أساسًا أول للتربية؛ فالتربية الكاثوليكية تهدف إلى تكوين الإنسان بمختلف أبعاده، وترفض تحويل التعليم إلى مجرد أداة اقتصادية، بل تضع الكرامة والعدالة والخير العامّ في المركز.

وتابع أنّ جعل الإنسان في المركز يعني تربيته على الحرية والخدمة والإيمان؛ فالمدرسة الكاثوليكية مكان يدمج الثقافة بالحياة والروحانية، ويُبرز دور المعلّم كونه شاهدًا لا مجرد موظف. وتبقى الأسرة المدرسة الأولى، والتعاون معها أساس العملية التربوية، وفق تعبيره.

إنسانيّة متكاملة

أضاف الحبر الأعظم أنّ التربية الكاثوليكية تدعو إلى إنسانية متكاملة تحترم التنوع والطبيعة. والتأمل في الخليقة طريق إلى معرفة الله والعدالة، يربط بين العدالة الاجتماعية والبيئية ويغرس نمط حياة متواضعًا ومستدامًا.

وكتب لاوون أنّ المؤسسات التعليمية الكاثوليكية تشكّل شبكة عالمية حية تعزّز التعاون، والانفتاح الثقافي، والاستخدام المتوازن للتقنيات الرقمية. وشدّد على أنّ الميثاق التربوي العالمي، الذي أطلقه البابا فرنسيس، دليل لمسيرة التربية نحو السلام، والدمج، والأخوّة الإنسانية.

واعتبر أنّ الكنيسة اليوم مدعوة إلى تجديد رسالتها التعليمية بروح الرجاء والوداعة، والتركيز على العلاقات والقلب الحيّ. وزاد أنّها تكرّس المسيرة التربوية لمريم العذراء، كرسي الحكمة، كي تكون التربية الكاثوليكية نورًا يهدي العالم إلى الحقيقة والعدالة والمحبة.

اشترك في نشرتنا الإخبارية

في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.

اشترك الآن

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته