البابا لاوون يشكر الحرس السويسريّ على خدمتهم الأمينة

روما, الجمعة 3 أكتوبر، 2025

استقبل البابا لاوون الرابع عشر صباح اليوم أفراد الحرس السويسري البابوي لمناسبة احتفالهم بقداس أداء القسم للجنود الجدد. وأكّد أنّه واثق بيقظتهم وسهرهم على سلامته. وشكرهم على خدمتهم الأمينة التي يؤدّونها بتفانٍ كبير وحماسة صادقة.

وذكر الحبر الأعظم أنهم آتون من مناطق مختلفة في سويسرا، بثقافاتها ولغاتها وتقاليدها المتنوّعة. ومع ذلك، هم مدعوّون إلى تشكيل جسد واحد وبناء روابط صداقة متينة وسليمة بينهم. وقال: «أنتم في حاجة إلى بعضكم بعضًا كي تتعلّموا وتتقدّموا وتخدموا في عالم كثيرًا ما تجرّبه الانقسامات والعزلة. إنّ اللطف والأمانة والتضامن والاحترام المتبادل هي الأعمدة التي تُبنى عليها حياة منسجمة. وكلّ واحد منكم يمكن أن يكون قدوة للآخر بكلماته وسلوكه، وبمحبّته وإيمانه. ويمكنكم أن تكونوا رسالة وحدة للكرسي الرسولي برمّته».

وأشار إلى أنّ مدينة روما، بما تختزنه من كنوز وغنى، تمنحهم مسارًا لا يُنسى عبر التاريخ؛ ليس تاريخ الفنون فحسب، بل قبل كلّ شيء تاريخ الإيمان المسيحي، منذ الشهود الأوائل الذين تبعوا المسيح حتّى بذلوا حياتهم. ودعاهم إلى اغتنام هذه الفرصة لتنمية حياتهم الداخليّة وسط صخب مجتمعنا، وتعميق علاقتهم بالربّ، وفق ما أوصى القديس أغسطينوس: «لا تخرج إلى الخارج، بل عُد إلى نفسك؛ ففي الداخل يسكن الحق».

وأضاف لاوون: «مع أداء القسم، أيّها الجنود الجدد الأحبّاء، تدخلون اليوم مرحلة جديدة في حياتكم. أشجّعكم على عيش هذه الرسالة بقناعة، متتلمذين في مدرسة المسيح المتواضع والمطيع».

وتحدث الأب الأقدس عن التحدّيات التي تواجه جيلهم: قضايا بيئيّة، وتغيّرات اقتصاديّة، وتوتّرات اجتماعيّة، وثورة رقميّة، وذكاء اصطناعي وغيرها في واقع معقّد يتطلّب تمييزًا وشعورًا بالمسؤوليّة. ورأى أنّ يمكن لإقامتهم في روما أن تساعدهم في النضج حتّى في هذه الجوانب من الحياة الاجتماعيّة. وشجعهم على الثبات في الإنجيل والقيم الأساسيّة لإيمانهم المسيحي: «وفي هذا اليوبيل المقدّس، كونوا من خلال شهادتكم البسيطة مبشّرين بالرجاء لكلّ من تلتقونه. فلتضئ شعلة الرجاء حياتكم، ولتمنحكم الجرأة لتغامروا وتسهموا معًا في بناء حضارة المحبّة».