روما, الأربعاء 27 أغسطس، 2025
«مدعوون مرّتَيْن»، عنوان معرض يحتفي بشهداء مسيحيّين قُتِلوا في الجزائر في خلال ما عرف بـ«العشريّة السوداء»، الحرب الأهليّة الجزائريّة، بين عامَي 1991 و2002. ودُعي هؤلاء الشهداء في المرّة الأولى إلى اتّباع المسيح، وفي الثانية إلى البقاء بجانب الشعب الجزائري المسلم فعاشوا معه رغم المخاطر.
عبّر هؤلاء المغدورون عن صمودهم إلى جانب شعب فقدَ نحو 150 ألف شخص في الحرب، واختبروا معه حوارًا خصبًا على مستويات عدة. وتُسرَد في المعرض، الذي تُقيمه منظّمة أوازيس ودار النشر الفاتيكانية، حياة إيمانهم الذي دفعهم إلى البقاء في البلاد رغم التهديدات.
يُعدّ المعرض ثمرة جهد مشترك لفريق من الباحثين والصحافيين والمختصين، ويقدّم شهادة تاريخية ودينية عن 19 شخصًا طوِّبوا في مدينة وهران يوم 8 ديسمبر/كانون الأول 2018. وفي الحدث، صور ورسائل وأدوات شخصية تُظهر خيار الشهداء البقاء في البلاد رغم التهديدات. ويتاح للزائر التعرف إلى وجوههم وقصصهم الفردية وتنوّع مواهبهم الروحية.
شهادة تاريخيّة وبرنامج ثقافيّ
تبدأ الجولة في قاعة تشرح السياق الجزائري وتوثّق العنف الذي اجتاح البلاد في خلال الحرب. بينما تركّز القاعة الثانية على قرار البقاء والحوار مع المجتمع المحلّي، وتُعرَض مقاطع فيديو تستند إلى أكثر من 20 مقابلة أُجريت في الجزائر وتونس وفرنسا وإيطاليا.
أمّا القاعة الثالثة فتعكس معنى شهادتهم وإرثهم. ويسمع الزائر رسالة للأب الشهيد كريستيان دو شيرجي، أحد الـ19، في نصٍّ يُعدّ من أعمق كتابات القرن العشرين عن معنى الغفران والاستشهاد.
ولا يقتصر المعرض على شهادة تاريخية، بل يشكّل جزءًا من برنامج ثقافي أوسع. وتخلّله عرض فيلم «عن الله والبشر» يروي قصة رهبان تيبحيرين، إضافة إلى ندوة شارك فيها رئيس أساقفة وهران الكاردينال جان بول فاسكو وأسيرة ناجية من اعتداء مسلح.
لقاء الصداقة بين الشعوب
يُعرض العمل ضمن اللقاء الـ46 للصداقة بين الشعوب، «سنبني بلبنات جديدة في الأماكن المقفرة». واللقاء مهرجان ثقافي وُلد عام 1980 بمبادرة من مجموعة شبابية مسيحية، وتحوّل بمرور السنوات إلى حدث دولي يجمع شخصيات سياسيّة واقتصاديّة وفنّية وعلميّة.
وكان البابا لاوون الرابع عشر توقف الأسبوع الفائت في رسالة بمناسبة اللقاء على القسم المخصَّص لشهداء الجزائر في المعرض. واعتبر أنّ في هؤلاء تلمع دعوة الكنيسة إلى مرافقة الإنسان في صحراء التاريخ، متجاوزةً جدران الريبة بين الأديان والثقافات؛ فالرسالة الحقيقية ليست استعراضًا للهوية بل بذل للذات حتى الاستشهاد.
اشترك في نشرتنا الإخبارية
في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.
اشترك الآنرسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!
تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته