الجمعة 5 ديسمبر، 2025 تبرّع
EWTN News

مزار مادونا ديلا كورونا… وجهة سياحيّة دينيّة مخفيّة بين جبال إيطاليا

مزار مادونا ديلا كورونا/ مصدر الصورة: رومي الهبر

إذا كانت رحلتُكم المقبلة إلى إيطاليا وتبحثون عن وجهة تتجاوز المسارات التقليديّة التي يقصدها معظم السيّاح والحجّاج، فهناك مزار فريد في شمال البلاد ينتظركم. في رحابه تتلاقى جذور الإيمان مع سحر الطبيعة وعبق التاريخ، ليمنحكم تجربة روحيّة وثقافيّة لا تتكرّر.

يقع مزار مادونا ديلا كورونا، أو كما يُترجَم اسمه حرفيًّا مزار سيّدة التاج، على منحدرات جبل مونتي بالدو في شمال إيطاليا، متربّعًا بين الصخور، كأنّه معلّق في السماء. يمتدّ تاريخه إلى أكثر من ألف عام، وعُرِف في بادئ الأمر بوصفه مكان تأمّل، قبل أن يتحوّل إلى وجهة حجّ مشهورة.

عام 1974، شهد المزار عمليّة ترميم جذريّة شملت هدم الكنيسة القائمة وتطويرها، مع الحفاظ على العناصر الأساسيّة. وفي 17 أبريل/نيسان 1988، زاره البابا يوحنّا بولس الثاني شخصيًّا، وصلّى أمام العذراء سيّدة التاج، مثبّتًا مكانته بصفته أحد أبرز مواقع الحجّ في إيطاليا.

مزار مادونا ديلا كورونا. مصدر الصورة: رومي الهبر

ترتبط نشأة مزار مادونا ديلا كورونا بأسطورة محلّيّة أصبحت جزءًا لا يتجزّأ من هويّته. تدور القصّة حول اكتشاف تمثال بييتا (العذراء وهي تحتضن جسد المسيح) بطريقة إعجازيّة، بعدما كان محفوظًا في الأصل في جزيرة رودس.

وبحسب الرواية، نُقِل التمثال عام 1522 لإنقاذه من غزو الأتراك بقيادة السلطان سليمان القانونيّ الذي استباح خيرات الجزيرة وكنوزها. ويُقال إنّ العناية الإلهيّة تدخّلت، فقادَ ملاك التمثال من رودس إلى جبل مونتي بالدو، حيث خُبّئ في شقٍّ صخريّ بعيدًا من الاضطرابات.

وتضيف الأسطورة أنّ سكّانًا محلّيين شاهدوا نورًا غامضًا يشعّ من منحدر صخريّ، وسمعوا أصواتًا ملائكيّة في المكان نفسه. وبدافع الفضول والإيمان، تسلّلوا بالحبال نزولًا إلى الجرف، ليكتشفوا التمثال المقدّس. أمام هذا الحدث العجيب، قرّر الأهالي بناء كنيسة صغيرة في الموضع الذي عُثر فيه على التمثال.

مزار مادونا ديلا كورونا. مصدر الصورة: رومي الهبر

يحتضن المزار عددًا من الأعمال الفنّيّة المميّزة التي أنجزها فنّانون بارزون، بينهم الرسام والمعماريّ الفيرونيزي رافاييل بونينتي. ومن أبرز إبداعاته تماثيل برونزيّة تجسّد درب الصليب (محطّات آلام المسيح) والممتدّة على الطريق المؤدّي إلى المزار. هذه المنحوتات لا تُزيّن المكان فحسب، بل ترافق الحجّاج في مسيرهم، لتجعل كلّ خطوة نحو المزار تأمّلًا عميقًا في آلام المسيح وعبورًا روحيًّا يسبق الوصول إلى الموقع المقدّس.

اشترك في نشرتنا الإخبارية

في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.

اشترك الآن

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته