دمشق, الأحد 17 أغسطس، 2025
التقى رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا أحمد الشرع أمس بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر يازجي في قصر الشعب-دمشق. وهو اللقاء الأول بين الطرفين منذ تولي الشرع السلطة قبل أكثر من ثمانية أشهر.
وذكر المكتب الإعلامي للرئاسة أنّ اللقاء أكد «الدور الوطني للكنيسة في تعزيز المواطنة والوحدة الوطنية، بما يسهم في صون السلم الأهلي وإرساء دعائمه على أسس راسخة من التفاهم والتآخي».
زيارات مؤجَّلة
منذ توليه الحكم في ديسمبر/كانون الأول الماضي، لم يزُر الشرع أيًّا من الكنائس أو حتّى البطريركيات الثلاث التي تتخذ دمشق مقرًّا لها، رغم تلقّيه دعوة من يازجي لزيارة الصرح البطريركي؛ وهو تقليد متّبع تاريخيًّا، نظرًا إلى أنّ «الروم» يشكّلون الغالبية العظمى من مسيحيي البلاد.
وتفاقمت الانتقادات الكنسية بعد تفجير كنيسة مار إلياس في العاصمة، وأسفر عن سقوط 25 شهيدًا ونحو 94 جريحًا. إذ لم تُوفد الحكومة حينها أيّ مسؤول لتقديم واجب العزاء، وهو ما أثار استياء البطريرك. إلا أنّ زيارة الأمين العام لرئاسة الجمهورية، ماهر الشرع، قبل أيام دار البطريركية ناقلًا تعازي شقيقه الرئيس، خفّفت نسبيًّا حدّة التوتر. ويرى مراقبون أنّ تلك الخطوة شكّلت تمهيدًا لعقد لقاء الأمس بين الطرفين.
ضغوط متزايدة
يأتي هذا التطور في وقت تشهد سوريا توترات طائفية وإثنية متزايدة. وحتى الآن بقي المسيحيون إلى حد كبير خارج دائرة هذه التوترات، إلا أنّ «أسلمة المجتمع السوري» -وهي ظاهرة لم يألفها المسلمون أنفسهم- تشكّل ضغطًا متزايدًا على مسيحيي سوريا، إلى جانب الوضع الأمني غير المستقر والأزمة المعيشية المستمرة. هذه العوامل تدفع كثيرين منهم إلى التفكير بالهجرة، خصوصًا إذا أعادت بلدان مثل كندا وأستراليا وبعض الدول الأوروبية فتح باب اللجوء.
حوادث مثيرة للجدل
من أبرز مظاهر الأسلمة أخيرًا بروز أعلام «هيئة تحرير الشام» ليس في بعض دكاكين دمشق فحسب، بل أيضًا في منطقة كسب ذات الأغلبية الأرمنية. وتداول ناشطون مقطعًا مصورًا من قرية السمرا يُظهر شابًّا يجبر امرأتين مسنّتين أرمنيّتَين على ترديد الشهادتين.
وفي حادثة أخرى، نشر موقع المدن اللبناني تقريرًا عن اعتقال شاب مسيحي في دمشق بعد العثور على زجاجات كحول في سيارته. ووفقًا للتقرير، تعرض الشاب للتعذيب، وأُجبر على ترديد الشهادتين وحفظ 13 آية قرآنية. وبعد نحو أسبوعين تمكنت عائلته من معرفة مكان احتجازه والإفراج عنه عبر وساطات كنسية ودفع مبلغ 10 آلاف دولار، قبل تهريبه إلى بيروت حيث يتلقى علاجًا لاضطرابات نفسية خلّفها الاعتقال.
اشترك في نشرتنا الإخبارية
في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.
اشترك الآنرسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!
تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته