كرنفال مرمريتا في سوريا يغيب هذا العام… والكنيسة توضح الأسباب

حمص, الجمعة 15 أغسطس، 2025

أعلنت اللجنة المنظّمة لكرنفال مرمريتا الذي يُقام سنويًّا بمناسبة عيد رقاد السيّدة وانتقالها إلى السماء، إلغاءَ الفعاليّة هذا العام، في خطوة وصفها الأب وليد اسكندافي، كاهن دير القدّيس بطرس للروم الملكيّين الكاثوليك في مرمريتا، بأنّها احترازيّة ومرتبطة بالوضع الأمنيّ الراهن في البلاد والمنطقة.

وقال الأب اسكندافي: «منطقة وادي النصارى، ومنها مرمريتا، تعيش حالة مقبولة من الأمن والأمان، إذ لم نشهد منذ تغيّر الحُكم في 8 ديسمبر/كانون الأوّل الماضي أيّ حوادث كبيرة من قتل أو تفجير أو خطف أو اعتداء على كنائس أو مسيحيّين بدافع دينيّ. واقتصرت الأحداث على توقيفات محدودة جدًّا طالت بعض الأشخاص بتُهم تتعلّق بالانتماء إلى النظام السابق أو إلى مجموعة مسلّحة مسيحيّة كان قد شكّلها أحد الأشخاص عام 2012 للدفاع عن أبناء المنطقة بعد أحداث بلدة الحصن التي أودت حينها بحياة نحو 16 شخصًا مسيحيًّا». وكشف اسكندافي أنّ خمسةً من هؤلاء الموقوفين ما زالوا في السجن المركزيّ بحمص، بانتظار بتّ قضاياهم، مع وجود أمل بالإفراج عنهم لعدم ثبوت الأدلّة.

وأضاف اسكندافي أنّ العلاقات مع المسؤولين الأمنيّين جيّدة جدًّا، سواء في وادي النصارى أو في تلكلخ أو على مستوى محافظة حمص ككلّ، وأنّ هناك تقديرًا من جانبهم لخصوصيّة وادي النصارى، لكنّه أقرَّ بوجود «تخوّف كبير» من أيّ خرق أمنيّ محتمل، خصوصًا في الفعاليّات التي تشهد تجمّعات ضخمة.

وفي ما يخصّ الكرنفال الذي يعود تنظيمه إلى سبعينيّات القرن الماضي، أوضح: «في عيد السيّدة، يتجمّع آلاف الأشخاص في مرمريتا للمشاركة في الكرنفال السنويّ. التخوّف هذا العام كان من احتمال إقدام عناصر متشدّدين أو غير منضبطين على تنفيذ عمل يستهدف الحشود، في ظلّ عدم وجود ضمانات أمنيّة كافية لمنع أيّ خرق. لذلك، قرّرت اللجنة إلغاء الكرنفال حفاظًا على سلامة المشاركين».

وأشار إلى أنّ سببًا آخَر أسهَم في القرار هو عزوف عدد كبير من المغتربين عن القدوم هذا الصيف إلى المنطقة، خلافًا للعادة، بسبب الظروف الأمنيّة العامّة في البلاد.

وعلى الرغم من إلغاء الكرنفال، أكّد اسكندافي أنّ الاحتفالات الروحيّة والأنشطة الكنسيّة في المنطقة مستمرّة كالمعتاد، وقد نُظّمت هذا العام المخيّمات الصيفيّة لشبيبة الوادي، مع تجنّب المواقع البعيدة، إضافة إلى الكرمس السنويّ والنادي الصيفيّ، وذلك وسط إجراءات أمنيّة مشدّدة تمثّلت في تعزيز الحواجز على مداخل القرى والبلدات، والتدقيق في هويات القادمين، خصوصًا في خلال فترة الازدحام السكّاني في موسم الصيف.