روما, الخميس 31 يوليو، 2025
كلّ سنة، تفتح الشبكة التلفزيونيّة للكلمة الأزليّة «إي دبليو تي إن» أبواب أكاديميّتها الصيفيّة لتستقبل صحافيّين من أنحاء العالم في الفاتيكان، قلب الكاثوليكيّة النابض.
على مدى عشرة أيّام، يخوض المشاركون تجربة مكثّفة تجمع مهارات التحرير وصناعة التقارير وفنون التصوير والإنتاج، ليحملوا معهم ما يحتاجه الصحافيّ الكاثوليكيّ من أدوات ورسالة. واللافت في دورة هذا العام كان الحضور المتزايد لصحافيّين وشخصيّات إعلاميّة من الشرق الأوسط.
لا يقتصر البرنامج على التعلّم من خبراء في المجال الإعلامي، بل يقدّم تجربة متكاملة تجمع التدريب المهني والحياة الجماعيّة في قلب الفاتيكان. يعيش المشاركون معًا، يتشاركون الوجبات بعد الصفوف ويتبادلون الخبرات والثقافات، ما يضيف إلى التجربة بُعدًا إنسانيًّا وتواصليًّا مميّزًا. كلّ ذلك يجري في مكان فريد يطلّ على واحد من أجمل المناظر في العالم: بازيليك القديس بطرس.
وتضمّن البرنامج زيارات ميدانيّة مميّزة، بينها رحلة إلى كاستل غاندولفو، المقرّ الصيفيّ للبابا، حيث أتيحت للمشاركين فرصة لقاء عالم الفلك البابوي. كما زاروا أرشيف الفاتيكان، واطّلعوا على وثائق نادرة أرسلها مبشّرون من مختلف أنحاء العالم. وتخلّلت البرنامج أيضًا لحظات ترفيه، من رحلاتٍ إلى الشاطئ، إلى أمسيات موسيقيّة مرحة جمعت المشاركين في جوّ من الصداقة والانفتاح الثقافي.
ما ميّز هذه السنة أيضًا هو تزامن موعد الأكاديميّة مع يوبيل الشباب والمبشّرين الرقميّين، ما أضفى على التجربة طابعًا روحيًّا وكنسيًّا خاصًّا، وأتاح للمشاركين الانخراط في أجواء الحجّ والاحتفالات الليتورجيّة الموجّهة إلى الشباب من مختلف أنحاء العالم. لكن اللحظة الأجمل في الأكاديمية لهذا العام كانت تحيّة البابا للمشاركين بعد صلاة التبشير الملائكي.
الشرق في الأكاديميّة
نيقولاوس حزبون، من بيت لحم فلسطين، يعمل مسؤولًا للوسائط المتعدّدة في المكتب الإعلامي التابع للبطريركيّة اللاتينيّة في القدس، وقد شارك هذا العام في الأكاديميّة، معبّرًا عن دهشته من غنى المحتوى وتنوّع التجربة. وقال: «أكثر ما أدهشني في هذه الدورة هو الكمّ الهائل من المعلومات المفيدة التي تلقّيتها من متخصصين في مجالات دينيّة ومهنيّة متعدّدة، خصوصًا الربط العميق بين الإيمان المسيحي والعمل الصحافي والإعلامي». ونصح كلّ من يعمل في مجال الإعلام الكنسي، ويرغب في تطوير مهاراته الصحافيّة والإعلاميّة، بالالتحاق بهذه الدورة المتميّزة.
وشارك في الحدث ميخائيل عجان، وهو شاب سوري يقيم في السويد منذ نحو عشر سنوات. وقال: «اكتشفت الدور الحيوي الذي يؤدّيه الإعلام في خدمة المسيحيين، إذ يُعدّ الوسيلة الأسرع والأكثر فعاليّة للتواصل مع الناس، سواء للتوعية حيال ما يتعرّض له المسيحيون من اضطهادات، أو لشرح جوهر الإيمان».
أمّا أدلين خوري، وهي لبنانيّة تدرّس لاهوت الجسد، فاعتبرت هذه التجربة تغييريّة بكل معنى الكلمة. وشرحت: «تعلّمت كيف أعبّر عن جمال الإيمان الكاثوليكي، ولا سيّما لاهوت الجسد». وأشارت إلى أنّ أكثر ما أسعدها كان التعرّف إلى شبّان وشابّات يشاركونها شغف التبشير.
بدورها، شاركت مارغريتا كلاسي، الحائزة شهادة ماجستير بالترجمة الفوريّة، في الأكاديميّة، حاملةً معها «النكهة اللبنانيّة» التي أضفت طابعًا مميّزًا على الأجواء، إذ أعدَّ المشاركون اللبنانيون التبّولة ومناقيش الزعتر للمشاركين الدوليين، في مبادرة هدفها إيصال كرم الضيافة اللبنانيّة إلى قلب الفاتيكان.
وتزامنت هذه الأكاديميّة مع عيد القديس شربل، فوزّع المشاركون اللبنانيون أيضًا البخور والزيت على الحاضرين. وفي القدّاس، صدحت تراتيل بالسريانيّة والعربيّة.
اشترك في نشرتنا الإخبارية
في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.
اشترك الآنرسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!
تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته