الجمعة 5 ديسمبر، 2025 تبرّع
EWTN News

«سيّدة الحجّاج»... تتويج لانتصار الفقر بريشة الفنّان الشهير كارافاجيو

لوحة «سيّدة الحجّاج» للفنّان الإيطالي كارافاجيو/ مصدر الصورة: Public Domain via Wikipedia

للفنّان الإيطالي ميكيلانجلو ميريزي، الملقّب بكارافاجيو، حصّة كبيرة في تاريخ الفنّ. ففي القسم الثاني من القرن السادس عشر أطلق ثورة بأعماله غيّرت مفاهيم الرسم عبر تشابك بين الأضواء المتداخلة في اللوحات والمشاهد الحقيقيّة المعكوسة فيها.

ومن أعمال كارافاجيو الخالدة لوحة شهيرة لسيّدة لوريتو تُعرَف بـ«سيّدة الحجّاج» تزيّن الكابيلا الأولى إلى جهة اليسار في بازيليك القديس أغسطينوس في كامبو مارتزو-روما.

بازيليك القدّيس أغسطينوس في كامبو مارتزو-روما. مصدر الصورة: Peter1936F/Creative Commons-Wikipedia

طلب اللوحة وزوبعة من الثرثرة

في بدايات القرن السابع عشر، طلب كاتب بالعدل من عائلة كافاليتي (من بولونيا الإيطالية) من كارافاجيو المبدع رسم اللوحة. وفي حين خطَّطَ كافاليتي لوضع اللوحة في كابيلا تابعة لعائلته، أطلق  العمل الفنّي زوبعة من الثرثرة بين الكهنة والمؤمنين.

فقد رسمَ ميريزي والدة الإله بشكل امرأة اسمها مادّالينا أنطونييتّي قالت بعض النصوص إنّها كانت «بائعة هوى»، بينما عَرَّفَت بها مراجع أخرى بأنّها عشيقته.

لوحة «سيّدة الحجّاج» للفنّان الإيطالي كارافاجيو. مصدر الصورة: Public Domain via Wikipedia

لكنّ حالة الصدمة التي ولّدتها اللوحة لم تأتِ من ارتباطها بأنطونييتّي فحسب؛ ففيها حاجّان راكعان، فيما تبدو بشرة المرأة مجعّدة وملابسها ممزّقة وقبعتها متّسخة ومهترئة، أمّا قدما الرجل فمتعبتان ومنتفختان وقذرتان بسبب الرحلة الشاقة. وتعارضت هذه الطريقة بالرسم مع قواعد الفن في ذلك العصر، بخاصّة بعدما حدّد المجمع التريدنتيني خطوطًا عريضةً للأعمال الفنّية بعد الإصلاح البروتستانتي.

بازيليك القدّيس أغسطينوس في كامبو مارتزو-روما. مصدر الصورة: Livioandronico2013/Creative Commons-Wikipedia

انتصار الفقر

على الرغم من ذلك كلّه، لا تخلو اللوحة من الروحانيّة. ففيها تلتحف الشخصيّات أضواء وظلالًا تعكس دراماتيكيّة اللحظة وعظمتها. ويدخل النور من خلف يسوع القابع بين ذراعَي والدته، والمبارِك بيده اليمنى.

وارتسمت هالتان حول رأسَي يسوع ومريم، الشخصيّتَيْن العاديَتَيْن. إذ لم يرسم الفنّان العذراء جالسة على عرش ولم يظهر جبروت المسيح، بل تبدو الشخصيّتان كأنّهما من سكّان مدينة روما في ذلك العصر. وقد انهار جزء من حائط منزلهما الخارجي.

وفي قدمَي الحاجّ المتَّسختَيْن دلالة على وضع المؤمن الخاطئ الساعي إلى اهتداء في رحلاته إلى مزارات العالم. وفي الحاجَّين المتواضعَين أخفى ميريزي تفسيرًا صامتًا بأنّ في الفقر انتصارًا ولقاءً بسيّد العالم ووالدته القدّيسة؛ إذ إنّ يدَي الزائرَين مجتمعتان في علامة على سجودهما وفرحهما برؤية وجه يسوع ومريم الأقدسَين بعد رحلة حجّ متواضعة.

اشترك في نشرتنا الإخبارية

في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.

اشترك الآن

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته