حارس الأراضي المقدّسة الجديد في سوريا... زيارة أخويّة وصلاة لشهداء الأمس واليوم

دمشق, الخميس 10 يوليو، 2025

«كإخوة وأصاغر، كونوا شهودًا للحوار والسلام». تلك كانت الكلمات الأولى التي وجّهها الأب فرنشيسكو يلبو إلى الرهبان الفرنسيسكان قبل نحو أسبوعين، عقب تثبيت البابا لاوون الرابع عشر انتخابه حارسًا جديدًا للأراضي المقدّسة وقيّمًا على جبل صهيون. واليوم، يصل الأب الحارس إلى سوريا في زيارة هي الأولى من نوعها له منذ تولّيه خدمته الجديدة.

تستقبل كنيسة دمشق، إكليروسًا ومؤمنين، الأب يلبو مساء اليوم، وسيرأس النائب الرسوليّ ومطران اللاتين في سوريا حنّا جلوف، القدّاس الإلهيّ في كنيسة اهتداء القدّيس بولس، حيّ باب توما. ويتزامن الاحتفال مع عيد قدّيسي دمشق الشهداء من الرهبان الفرنسيسكان والإخوة مسابكي. كما تحتفي حلب بزائرها في قدّاسٍ ثانٍ مساء السبت المقبل في كنيسة القدّيس فرنسيس الأسّيزي، حيّ العزيزيّة.

أوضح الأب بهجت قره قاش، ممثّل الحراسة في سوريا وكاهن رعيّة مار فرنسيس في حلب، عبر «آسي مينا»، أنّ الزيارة «أخويّة بحتة»، وتندرج ضمن جولة اعتياديّة تشمل الأديرة الفرنسيسكانيّة التابعة لإقليم الأراضي المقدّسة.

وشرح: «تأتي هذه الزيارة في ظلّ تحدّيات كبيرة تمرّ بها البلاد. ومن دون شك، فإنّ الأب الحارس مهتمّ بلقاء الرهبان، والاستماع إلى خبراتهم التي يعيشونها يوميًّا، ويسعى إلى الوقوف على معاناتهم وآلامهم التي يتشاركونها مع باقي أبناء الشعب السوريّ، ويريد أيضًا أن يطّلع على رسالتهم الرعويّة والاجتماعيّة في خدمة الفئات الأكثر احتياجًا، معنويًّا وروحيًّا ومادّيًّا».

وأضاف: «القسم الأكبر من الزيارة سيُخصَّص للإصغاء. فالأب الحارس يسعى إلى الحصول على صورة شاملة عن الوضع الراهن، ما يُساعده على اتّخاذ قرارات تدعم رسالة الرهبانيّة في سوريا في المرحلة المقبلة».

وكشف قره قاش أنّ يلبو سيستغلّ وجوده في دمشق لزيارة كنيسة مار إلياس للروم الأرثوذكس في حيّ الدويلعة، موقع الهجوم الإرهابيّ الذي خلّف عشرات الشهداء والمصابين. وسيُصلّي هناك تكريمًا لذكراهم، قبل أن يتوجّه لتقديم واجب العزاء إلى كنيسة الروم الأرثوذكس وبطريركها يوحنّا العاشر يازجي.

وأشار قره قاش إلى أنّ «يلبو لم يتوانَ عن زيارة سوريا في خلال سنوات الحرب الماضية، وقد عبَّر مرارًا عن قربه الروحيّ وتضامنه مع السوريّين والكنيسة في مختلف المناسبات».

وفي ختام حديثه، بيَّنَ قره قاش أنّ زيارة يلبو ستكون قصيرة ومقتصِرة على دمشق وحلب، لكنّها تشكّل بداية لسلسلة زيارات مستقبليّة، كاشفًا أنّ جدول هذه الزيارة لا يتضمّن أيّ لقاءات مع مسؤولين حكوميّين.