بيروت, السبت 24 مايو، 2025
تريز الخوري امرأة مثل الصخرة؛ فالوجوه كلّها تتبدّل في رعيّة مار جرجس في منطقة الدكوانة اللبنانيّة، بينما تبقى هي صامدة في خدمتها منذ سنوات طويلة، وتُواصل اهتمامها بتدبير شؤون الرعيّة مع الكاهن المسؤول. كذلك، تهتمّ بالأمور الإداريّة والتنظيميّة لجوقة الرعيّة وغيرها من النشاطات. تطلّ اليوم عبر «آسي مينا» لتُشاركنا اختبارها الحيّ، النابض بروح الخدمة والمحبّة والعطاء غير المحدود.
تقول الخوري: «الحياة فيها تحدّيات عدّة، لكنّ كلّ إنسانٍ يتّكل على الله في مسيرة حياته الروحيّة والاجتماعيّة ويتّخذ له مرشدًا، يجد الحلول لكثيرٍ من مشكلاته. ويجب على الإنسان المسؤول التسلّح بالصبر والمحبّة والحكمة، حتّى لا تكون قراراته عشوائيّة أو ظالمة في حقّ أحد».

وتُردِف: «المرّة الأولى التي واجهتُ فيها تحدّيًا كانت عندما تسلّمتُ المسؤوليّة في الطلائع، وحينها لم تكُن لديّ خبرة في العمل الرسوليّ أو الرعويّ، لكن بقوّة الله ودعم كهنة الرعيّة وعائلتي لي، انطلقتُ في مهمّاتي محصّنةً بطاقة إيجابيّة، وما زلتُ أتابع مسيرتي بالنشاط نفسه».
وتُخبِر: «تأسَّست أخويّة سانت تريز في الرعيّة في العام 1937، وأنا تسلّمتُ مسؤوليّة هذه الأخويّة طوال ثلاثة وعشرين عامًا. وفي خلال هذه المرحلة، ربّيتُ أجيالًا مسيحيّة بحقّ، إذ ثمّة فتيات في الأخويّة قد تزوّجنَ وغيرهنَّ كرّسنَ حياتهنّ للربّ يسوع».
وتزيد: «الله أنعَمَ عليّ أيضًا بصوت جميل، لذا أخدم في جوقة الرعيّة، وأشارك في خدمة القداديس اليوميّة مع مجموعة من الأجيال الناشئة، وفي كثيرٍ من المناسبات والاحتفالات الرعويّة».

وتكشِف: «في كلّ صباح، أبدأ نهاري بالتأمّل في وجه يسوع الحبيب الذي لم أشعر ولو لمرّة بأنّه بعيد عنّي، فنعمته تُعانقني باستمرار. كما أحسّ بحضور أمّي مريم معي، وهي تُرافقني في كلّ خطواتي. وأحبّ كثيرًا مار جرجس والقدّيسة تريزا الطفل يسوع، فهما رفيقاي وأطلب شفاعتهما دائمًا».
وتواصل حديثها: «أشكر الربّ على أمّي وأبي، رحمهما الله، فهما مَن غرسا في وجداني محبّة القريب والبعيد، والعطاء المجّانيّ. وأشكره على نعمة إصغائي للآخَر، وعلى الفرح الذي يغمرني في حياتي مع عائلتي وكلّ مَن هم حولي. وأشهد أنّ الحياة مع الله جميلة جدًّا، وأجمل ما فيها هو أنّه يَملِكُ عليها».
وتختِم: «عندما أرى كيف أنّ شبيبتنا تخدم في الرعيّة، في نشاطاتها الخاصّة أو غيرها، أشكر الله وأقول إنّ الحياة ما زالت بألف خير. وأسأل الشباب والصبايا كلّهم ألّا يخجلوا من الالتزام في مجال خدمة رعاياهم، فأكبر فخر لهم هو عندما يشهدون لربّهم الذي قدّم ذاته ذبيحة لأجل خلاصهم».
اشترك في نشرتنا الإخبارية
في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.
اشترك الآنرسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!
تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته