بيتسابالا عن مشاركته في الكونكلاف: نقاشات عميقة وتأمُّل إبداع مايكل أنجلو

القدس, السبت 17 مايو، 2025

بحضور عدد من الأساقفة والكهنة، عقد بطريرك القدس للّاتين الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا مؤتمرًا صحافيًّا في دار البطريركيّة اللاتينيّة في القدس، تناول فيه مشاركته وخبرته في المَجْمَع السرّي (كونكلاف) الذي أسفر عن انتخاب البابا لاوون الرابع عشر على كرسيّ روما.

في مستهلّ حديثه، أشار بيتسابالا إلى أنّه لم يتوقّع استمرار الاهتمام الإعلاميّ بالمَجْمَع، نظرًا إلى انقضاء الحدث منذ فترة، موضحًا أنّ الأيّام الأكثر إثارةً بالنسبة إليه كانت تلك التي سبقت انعقاده.

وقال: «بالنسبة إليّ، هذه هي المرّة الأولى التي ألتقي فيها عددًا كبيرًا من الكرادلة، بمَن فيهم غير الناخبين، إذ بلغ عددهم الإجماليّ نحو 200 شخص. تبادلنا الآراء وتنوّعت النقاشات حول موضوعَين رئيسَين؛ العلاقة مع العالم، وحياة الكنيسة، وقد اختلفت وجهات النظر في ما بيننا».

وفي ما يتعلّق بالأوضاع المضطربة في الأراضي المقدّسة، أوضح: «في إطار بحثنا في علاقة الكنيسة مع العالم، كانت مسألة السلام محورًا رئيسًا، وقد تحدّثتُ عن الصراع في أوكرانيا والشرق الأوسط، بما في ذلك غزّة. ولم أكن الوحيد الذي أثار هذه القضايا، بل تحدّث عنها كثيرون غيري، لأنّ مسألتَي السلام والحوار بين الأديان تُعدّان جزءًا لا يتجزّأ من حوار الثقافات. أعتقد أنّ هذا أمر مشترك في البيئات المختلفة التي ينتمي إليها الكاثوليك».

وأعرب بيتسابالا عن اعتقاده بأنّ البابا الجديد سيكون حاضرًا بقوّة على الساحة الدوليّة بصفته زعيمًا دينيًّا، إذ إنّه يُمثّل صوت الكنيسة في السياقات الكبرى والمهمّة، مثل الفقر، والحرب، والهجرة، وغيرها من القضايا، من منظور إنسانيّ وقِيَميّ. لهذا، لا يتوقّع بيتسابالا تدخّل البابا في الديناميكيّات السياسيّة المباشرة.

كذلك، شدّد بيتسابالا على أهمّية الحوار المسيحيّ مع العالم اليهوديّ، ومع الأديان الأخرى، مؤكّدًا أنّ هذا التفاعل جزء لا يتجزّأ من حياة الكنيسة.

وأبدى بيتسابالا دهشته من عظمة الطقس المُتّبع في انتخاب البابا داخل كنيسة سيستين وجماليّته، خصوصًا مع وجود لوحات مايكل أنجلو الجداريّة التي أضفت، بحسب تعبيره، جوًّا فريدًا.

وفي ختام إجابته على أسئلة الصحافيّين، اعترف بطريرك القدس للّاتين بأنّه كان ينتظر انتهاء عمليّة الانتخاب لكي يتسنّى له التمعّن في الأعمال الفنّية لفنّان عصر النهضة، لا سيّما مشهد «خلق آدم» الذي كان يقع مباشرةً فوق مكان جلوسه في المجمع الانتخابيّ.