روما, الجمعة 25 أبريل، 2025
أولمر، مشرّد من الجنسيّة الرومانيّة يفترش الطرق بالقرب من حاضرة الفاتيكان. التقى البابا فرنسيس أكثر من مرّة، منها قُبيل رحلته الرسوليّة إلى رومانيا عام 2019، وفق قوله لـ«آسي مينا». وعندما عَلِم بوفاة الحبر الأعظم، وضع صمدة عليها صُوَر الراحل إلى جناب يسوع والعذراء مريم.
وصل الرومانيّ إلى إيطاليا منذ 19 سنة. وعلى الرغم من معاناته مشكلات صحّية في قدمَيه، شاهد الأب الأقدس يبارك المؤمنين أيّام الأربعاء في المقابلات العامّة الأسبوعيّة في ساحة القديس بطرس.

«شعرتُ بأسى بعد وفاته»
شعر الرومانيّ المتروك بـ«أسى في قلبه»، عندما عرف أنّ بابا الفقراء رحل. فأقام الصمدة كي يتمكّن المؤمنون من التوقّف ورسم إشارة الصليب والدعاء لفرنسيس.
واستقطبت مبادرته اللطيفة ورودًا وشموعًا من الحجّاج، إضافةً إلى لافتة تركها أحدهم صباح اليوم كُتِبَ عليها باللغة الإيطاليّة: «شكرًا بابا فرنسيس» ورُسِمَت عليها قلوب. فتحوّلت صمدة أولمر إلى لفتةٍ من قلوب حَزِنَت برحيل بابا زرع الفرح في نفوس المهمّشين.
تحيّته البابا للمرّة الأخيرة
عند الساعة الثانية والنصف من بعد ظهر اليوم، يزور أولمر بازيليك القديس بطرس مع مجموعة من رعيّة القديس غريغوريوس السابع، الواقعة على مقربة من الفاتيكان، لتحيّة الأب الأقدس للمرّة الأخيرة.
وتمنّى أولمر أن يتابع البابا التالي برنامج فرنسيس الاجتماعيّ، فيكافح الإدمان ويتذكّر المهمّشين ويعمل لأجل الفقراء. وفي نفس المشرّد اليوم يتردّد صدى قول البابا فرنسيس: «لا أحكم على أحدٍ. فالجميع بالنسبة إليّ إخوة وأخوات».
250 ألف شخص يودّعون البابا
يُذكَر أنّ البابا فرنسيس ساعد الفقراء والمشرّدين في روما بأشكال عدة في خلال حبريّته، منها تخصيص وجبات طعام لهم. وأمّن لهم حمّامات بالقرب من ساحة القديس بطرس الفاتيكانيّة. وافتتح أيضًا لهم مأوى في محيط الفاتيكان، ودعا إلى يومٍ عالميٍّ سنويٍّ للفقراء في الأحد الثالث من شهر نوفمبر/تشرين الثاني. ومنذ بداية خدمته البابويّة، أعلن الأب الأقدس: «أرغب في كنيسة فقيرة وللفقراء».
تجدر الإشارة إلى أنّ 250 ألف شخص دخلوا بازيليك القديس بطرس منذ بدء توافد الحجّاج لوداع البابا إلى حين إغلاق نعشه، وفق دار الصحافة الفاتيكانيّة. وبقيت البازيليك مفتوحة أمس حتّى الساعة الثانية والنصف من صباح اليوم لتعود وتفتح بعدها بنحو 3 ساعات. ويُحتَفَل اليوم بالقداديس الإلهيّة على مدار الساعة في داخل البازيليك.
(Story continues below)
اشترك في نشرتنا الإخبارية
في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.
اشترك الآنكيفُ أُغلِقَ نعش البابا فرنسيس؟
أُغلِقَ نعش البابا فرنسيس مساء اليوم وفق ما تفترض الرّتَب المُقامة بعد وفاة حبر أعظم. وأُقِيمَت الصلاة المُعدّة لـ«عمل رحمة بشريّة» تجاه المتوفّى قبل جنازته. وفي الصلاة، تُلِيَ نشيد زكريّا (لوقا 1: 68-79) والمزمور 41، «كما يشتاق الأيَلُ إلى مجاري المياه»، والمزمور 26، «الربُّ نوري وخلاصي». وطُلِبَ من الآب أن يُضيء في السماء وجه فرنسيس المُطفأ على الأرض. واختُتِمَت الرتبة بترنيمة «افرحي يا ملكةَ السماء».
ماذا وُضِعَ في نعش البابا فرنسيس؟
غُطّيَ وجه الأب الأقدس بقطعة قماشِ حريريّة بيضاء علامةً على مشاهدته وجه الله الآب مع العذراء مريم وجميع القدّيسين. ووضِعَت أيضًا في داخل النعش بعض النقود والميداليّات المسبوكة في خلال حبريّته، إضافةً إلى مخطوط ضمن أسطوانة يسرد سيرة البابا الراحل.
وأُغلِقَ النعش بغطاء من زنك، طُبِعَ عليه صليب الحبريّة وشعارها واسم البابا ومدّتا حياته وخدمته البطرسيّة. وثُبِّت الغطاء وطُبِعَ بأختام أمين الخزانة البابويّ ورئاسة الدار الحبريّة ومكتب الاحتفالات الليتورجيّة للأب الأقدس والمجلس الفاتيكانيّ. وفوق غطاء الزنك، وُضِعَ غطاء آخر من خشب عليه صليب الحبريّة وشعارها.
زيارة الكرادلة ضريح البابا
عقد صباح اليوم 149 كاردينالًا جلستهم العامّة الأخيرة لهذا الأسبوع، فصلّوا وألقى 33 منهم كلمات عن الكنيسة والعالم. وفسّر المونسنيور رافيلّي لهم عن رتبة الجنازة البابويّة، وثُبِّتَت رغبة البابا فرنسيس في أن تكون المراسم لجنازة راعٍ لا لعاهلٍ.
وقرّر الكرادلة أن يزوروا معًا ضريح البابا في بازيليك القديسة مريم الكبرى-روما عند الساعة الرابعة من بعد ظهر الأحد المقبل. ويدخل الكرادلة الكنيسة عبر الباب المقدّس ويتوقّفون أيضًا لتلاوة صلاة الغروب في كابيلا أيقونة مريم العذراء خلاص الشعب الروماني.
رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!
تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته