مصر: هجوم متشدّدين على كنيسة الملاك ميخائيل في محافظة الأقصر

الكاتدرائية المرقسية بالعباسية الكاتدرائية المرقسية بالعباسية | Provided by: Bassem Elmasry / ACIMENA

أصدرت الحكومة المصرية في الآونة الأخيرة قرارات عدّة تصبّ في صالح المصريين عامة والأقباط خاصّة. أُطلق على هذه القرارات اسم «تقنين» دور العبادة، أي الاعتراف الرسمي من السلطة الدينيّة والمدنيّة بدور العبادة. لم يلقَ هذا الموضوع للمتشددين ومُثيري الفتن. وأحد الأمثلة على ذلك، ما حدث في قرية الحلة بمركز أسنا في محافظة الأقصر، منذ بضعة أيّام.

في قرية الحلة، توجد كنيسة مكرّسة للملاك ميخائيل عمرها خمسة وعشرون عامًا، تقام فيها الشعائر الدينيّة من قداديس ومناسبات وأعياد وأفراح وجنازات وأنشطة كنسية. تتكوّن هذه الكنيسة من ثلاثة طوابق دون لقباب أو منارة. تتمّ كلّ الشعائر فيها بعلم من سكّان القرية مسلمين كانوا أم مسيحيين. وقد نشأت في القرية علاقات طيبة بين الطوائف ولم يسبق الاعتراض فيها على صلاة الأقباط.

مع وصول القرار الرسمي بتقنين كنيسة الملاك ميخائيل والمبنى التابع لها، ضمن لجنة تقنين الكنائس، دخلت الكنيسة ضمن تلك الخاضعة للحراسة الأمنية. فأرسلت الشرطة غفير وأحد أمناء الشرطة لحراسة الكنيسة. لذا وضعت حواجز أمنية أمام الكمين الخاص بالكنيسة كما في جميع الكنائس، ودون إغلاق أي شوارع.

في المساء بدأت التجمهرات والهتافات ضد الأقباط، وتم قذف بعض منازلهم بالحجارة وتكسير سيّاراتهم ومنها سيارة كاهن الكنيسة وحرقها مع بعض الدراجات النارية.

سارعت قوى الأمن في التصدي لهم، ولكن تم الاعتداء على سيارات الشرطة وسط تهليل من المتجمهرين وصيحات التكبير. كثفت عندها قوات شرطة الأقصر تواجدها في القرية وتم الاستعانة بتعزيزات أمنية كما أُطلقت قنابل مسيلة للدموع. تحولت الساحة إلى عملية كر وفر حتى نجحت قوات الشرطة في تفرقة الجموع والقبض على عدد من مرتكبي أعمال العنف. فاستعادت الشوارع هدوءها ومُنعت أيّ تجمعات أُخرى بعد ذلك.

وقال مصدر من أقباط القرية: «إن انتشار قوات الأمن وتكثيف تواجدها حول الكنيسة ومنازل الأقباط لحمايتها من الجموع المتجمهرة قد ردّ الأمان لأقباط القرية. وهم شاهدوا انتشار مكثف لبعض سيارات وقوات الأمن المركزي ومدرعات الشرطة بالقرب من المساجد بالقرية، للتأكيد على فرض الحالة الأمنية.»

وكانت قد أطلقت قوى الأمن عدة تحذيرات لمن يتجرأ الخروج عن القانون أو إثارة الفتن ونشر الفوضى. معتبرةً أنّ من سيقدم على ذلك سيُقابل بردع وتطبيق للقانون، في حين ألقت قوات الشرطة القبض على أعداد كبيرة من المتجمهرين والمتسببين في أحداث العنف.

وبدأت تحقيقات الشرطة والأمن الوطني لرصد المحرضين وتتبع الحالة الأمنية لمنع تكرار التجمعات مرة أُخرى، في الوقت الذي قام كاهن الكنيسة بإقامة قداس الجمعة وانصرف الأقباط إلى منازلهم.

وأكد الأقباط التزامهم بدولة القانون المتمثل في الحصول على قرار رسمي بالتقنين. وعبّروا عن رفضهم لما آلت إليه الأمور من عنف ضدهم. فهم يصلون بالكنيسة عينها منذ عشرات السنوات، ولا يجدوا مُبررًا لهذا العنف في ظل العيش المشترك بين أبناء القرية.

 

 

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته