التسامح في أسمى معانيه عند الكتّاب العرب

التسامح-صورة التسامح | Provided by: Pixabay

قال الربّ يسوع: "ومتى وقفتم تصلّون، فاغفروا إن كان لكم على أحد شيء لكي يغفر لكم أيضًا أبوكم الّذي في السّماوات زلّاتكم" (مرقس 11: 25).

تعدّ تربية الإنسان على أسس تحصين الذّات بفضيلة التّسامح أساسيّة في عمليّة تكوين جوهر إنسانيّته. وهذه التربية تقوم على تعزيز الشّعور بالتّعاطف والرّحمة والحنان في قلوب البشر وضمائرهم. ومن ثمّ، إنّ ثقافة التّسامح تجعل الأفراد يترجمون المحبّة والعفو في علاقتهم الإنسانيّة مع بعضهم البعض. وهذا الأمر يساعد في نشر الاحترام والتعاون في حلّ جميع المشاكل التي تؤدّي إلى زعزعة علاقاتهم في الحياة. لنُصلِّ بعدها كي تجعل نعمة التّسامح الأفراد يعيشون حياة متفائلة وبعيدة عن الحقد لأن سمات العفو والمحبّة تتجسّد في داخلهم.

وفي التّعرّف على ما دوّنه الشعراء العرب في هذا الإطار، قال الإمام الشافعي:

"لما عفوت ولم أحقد على أحد   أرحت نفسي من همّ العداوات

إني أحيّي عدوّي عند رؤيته   لأدفع الشرّ عنّي بالتحيّات".

وقال أيضًا:

"قالوا سكت وقد خوصمت قلت لهم   إن الجواب لباب الشرّ مفتاح

فالعفو عن جاهل أو أحمق أدب   نعم وفيه لصون العرض إصلاح".

ومن سمات التّسامح في قول الشّاعر والفيلسوف "أبو العلاء المعري":

"إذا عفوت عن الإنسان سيّئة   فلا تروّعه تأنيبا وتقريعا".

كما يعتبر الشّاعر "أحمد شوقي" أنّ النّفس التي تحيا التّسامح تعبّر من دون شكّ عن المروءة في أسمى معانيها:

"تسامحُ النفس معنىً من مروءتها   بل المروءة في أسمى معانيها

تخلق الصفحَ تسعد في الحياةِ به   فالنفسُ يسِعدُها خلقٌ ويشقيها".

ولنقرأ أجمل ما سجّله الشاعر "الفراهيدي" في التّسامح:

"سألزمُ نفسي الصفحَ عن كل مذنب   وإِن كثرَتْ منه إِليَّ الجرائمُ

فما الناسُ إِلا واحدٌ من ثلاثة   شريفٌ ومشروفٌ ومثلٌ مقاومُ

فأما الذي فوقي، فأعرفُ فضله   وأتبعُ فيه الحقَّ والحقُّ لازمُ

المزيد

وأما الذي دوني، فإِن قال صُنْتُ عن   إِجابته عِرضي وإِن لامَ لائمُ

وأما الذي مثلي، فإِن زلَّ أو هَفا   تفضَّلْتُ إِن الحلمَ للفضلِ حاكمُ".

إذًا، بعدما استعرضنا أجمل ما دوّن الشعراء والكتّاب العرب عن التّسامح، نسأل الله أن يمنحنا شجاعة التّسامح وفرح مصالحة الآخر، فنترجم عندئذٍ صلاة المسيح بالقول والفعل، ونستحقّ أن نشارك الربّ المجد في الملكوت السّماويّ.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته