بيروت, السبت 6 ديسمبر، 2025
جيزيل غانم متخصّصة في اللاهوت تطلّ عبر «آسي مينا» لتقدّم قراءة روحيّة عن الخوف من العدم، مستندةً إلى شواهد من الكتاب المقدّس.
تقول غانم: «الإنسان يخاف من العدم أكثر ممّا يخاف من الموت، لأنّ العدم لا يعني مجرّد نهاية الجسد، بل يشير إلى غياب المعنى وضياع الرجاء. كثيرون يعيشون هذا الفراغ الداخليّ، ويطرحون أسئلة وجوديّة موجِعة: ما الجدوى من الحياة؟ وإلى أين نمضي؟ غير أنّ هذا القلق العميق يكشف في جوهره توقًا إلى الامتلاء، ورغبةً صادقة في لقاء الله الذي يمنح الوجود معنى لا يتغيّر».
وتتابع: «في لحظات الوحدة، يختبر الإنسان هشاشته، فيردّد مع كاتب سفر الجامعة: "باطلُ الأباطيل، الكلُّ باطلٌ وقبضُ الريح" (جا 1:2). غير أنّ الإيمان يُحوّل هذا الإدراك إلى نور داخليّ؛ إذ يُصبح الفراغ مساحةً يتجلّى فيها حضور الله، وحين يهدأ ضجيج العالم، يتّسع القلبُ لاستقبال سلامٍ يفوق كلّ عقل».
وتكشِف: «عندما تتفكّك اليقينات وتغيب الإجابات، يهمس الله في الظلمة: "لا تخف، لأنّي فديتك، دعوتك باسمك، أنت لي" (أش 43:1). عندئذٍ يُدرك الإنسان أنّ الإيمان لا يُلغي الخوف، بل يحيله إلى النور. حتّى المسيح، في ساعة الصلب، صاح: "إلهي، إلهي، لماذا تركتني؟" (مت 27:46)، وسلَّم الروح بسلام، معلنًا أنّ الرجاء يولد من قلب العدم نفسه».

