بيروت, الثلاثاء 25 نوفمبر، 2025
في 25 نوفمبر/تشرين الثاني من كلّ عام، تُحيي بلدان العالم اليومَ الدوليّ للقضاء على العنف ضدّ المرأة، لتُذكِّر بأنّ كرامة النساء ما زالت تُنتهك بصمتٍ موجع. في هذه المناسبة، تُطلّ عبر «آسي مينا» جويل بو فرحات، رئيسة منظّمة «فيفتي فيفتي»، والمدرِّبة في منظّمة «يونيدو»، والناشطة في مجال تمكين المرأة وتعزيز حضورها، لتُضيء على تحدّيات النساء المُعنَّفات وضرورة حمايتهنّ.
تقول بو فرحات: «الحدّ من العنف ضدّ المرأة يبدأ بإرادة تشريعيّة حازمة تُطبَّق بلا تردّد، بحيث لا يُسمَح لأيّ جهة بالتساهل مع المعتدي. عندما يُدرك المعنِّف أنّ العقاب حتميّ وأنّ القانون يُطبَّق بصرامة، فإنّه يتراجع تحسُّبًا لسجنه».
وتضيف: «البلديّات مدعوّة إلى إطلاق حملات توعية وتخصيص خطوط ساخنة تحمي كلّ امرأة مهدَّدة، فيما تقع على عاتق السلطات الروحيّة مسؤوليّة رفع الصوت دفاعًا عن قدسيّة الكرامة البشريّة، والعمل مع مختلف الطوائف لمواجهة هذا الشرّ المتفشّي. ويبقى الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي شريكين أساسيّين في نشر الوعي وتغيير الذهنيّات التي تُبرّر العنف».
وتؤكّد: «المرأة المعنَّفة تواجه تحدّيات قاسية، إذ تتردّد طويلًا قبل التبليغ، خوفًا من المجهول، غير مدركة أنّ صمتها يزيد الأذى بحقّ أسرتها. وفي لبنان، تُضاف إلى معاناتها صعوبة معرفة الجهات التي يجب اللجوء إليها، وضعف الحماية المتوفّرة، رغم جهود وزارة الشؤون الاجتماعيّة التي تبقى خطوةً تحتاج إلى إطار وطنيّ أوسع. أمّا التحدّي الأكبر، فيتمثّل في قلّة الداعمين للمرأة، بسبب التقاليد الاجتماعيّة وغياب استقلاليّتها المادّية والمعنويّة، ما يدفعها أحيانًا إلى الصمت تحت وطأة الظلم».