ماري نويل الخوري: الروح القدس نبع عزائي

ماري نويل الخوري ماري نويل الخوري | مصدر الصورة: ماري نويل الخوري

ماري نويل الخوري أستاذة في الجامعة اللبنانيّة وترأس قسم العلاقات العامّة والإعلان في أحد فروع كلّيّة الإعلام التابعة لها. أنعَم الله عليها بصوت جميل، وهي تطلّ عبر «آسي مينا» لتُشاركنا تجربتها النابضة بروح الإيمان والثقة المطلقة بعنايته.

تقول الخوري: «اختبرتُ منذ طفولتي حضور يسوع في حياتي، ومن خلاله تعرّفتُ إلى والدته مريم. وفي مدرسة القلبَين الأقدسَين، تلقّيتُ دروسي وسرتُ معهما في دربٍ روحيّ مميَّز ملؤه الإيمان والرجاء. هنا يستوقفني المزمور 139، ولا سيّما الآية 16: "رأتني عيناك وأنا ما زلت جنينًا؛ وقبل أن تُخلَق أعضائي كُتِبَت في سِفْركَ يومَ تَصَوَّرْتَها". لقد أعطى الله كلّ إنسان رسالة يدعوه إلى عيشها وبلوغ قداسته من خلالها، فنحن نغتني بتنوّعنا واختلافنا. ولأنَّ لا أشقّاء لديّ، أجد في يسوع سمات الأخ والصديق الحقيقيّ، فأحاوره وأشاركه أفكاري وأستنير بحبّه كلّ يوم».

وتردِف: «وسط الصعوبات والتحدّيات التي تعترض دربي، أشعر دومًا بحضور الروح القدس يُساندني ويُقوّيني، فهو سرّ رجائي ونبع عزائي. في خلال جائحة كوفيد-19، أصيب أفراد عائلتي بالفيروس، وفقدتُ والدي. ورغم ألم الفراق، خيَّم سلام عجيب على قلوبنا، وكأنَّ يد الربّ تمسح دموعنا برفق. لم نتمكّن من إقامة مراسم الجنازة أو إدخال جثمانه إلى الكنيسة بسبب الظروف، لكنّي استطعتُ الترنيم في وداعه، فيما كان سلام المسيح يحتضنني. عندها، أدركتُ كم أنّ الربّ يُحبّنا، إذ إنّه منحنا نعمة المشاركة في صليبه. يسوع يثق بنا ويدعونا إلى حمل صليبنا بفرح، حتّى نُتوِّج حياتنا بإكليل المجد الأبديّ».

اكتشاف الحبّ الإلهيّ 

وتروي: «أحبُّ القدّيسين كلّهم، لكنّي أرفع صلاتي مباشرةً إلى الربّ يسوع. ومن أكثر النِعَم التي أشكره عليها، أوّلًا نعمة الحياة، لأنّ لديّ قلبًا ينبض ويُحبّ؛ ومن ثمّ أشكره على نعمة الصوت الجميل. يقول القدّيس أغسطينوس "مَن رنَّم صلّى مرّتين"، وهذه حقيقة. الله أنعَم عليّ بهذه الوزنة كي أمجِّدَه، وعندما أشعر بالكلام الذي أنشده وهو يخترق أعماقي، أرى أبواب السماء كلّها مفتوحة».

وتختِم الخوري: «مَن لم يختبر يسوع، لم يُدرك بعد معنى الحياة. القدّيس شربل كان إنسانًا عاديًّا، لكنّه عرف كيف يُصغي إلى الربّ، وبفضل صمته وطاعته وتواضعه، بلَغَ القداسة وسرَّ الحياة الأبديّة».

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته