العالم, الأربعاء 1 أكتوبر، 2025
عاد الحديث عن «رهاب المسيحيّين» إلى واجهة النقاش في أوروبا، بعدما تراكمت الأحداث وتفاقمت الأرقام التي توثّق اعتداءاتٍ متزايدة على الكنائس والرموز والمؤمنين. وإذا كان هذا المصطلح يُحيل إلى جراحٍ عرفتها القارة الأوروبيّة، فإنّ بروزه مجدّدًا يكشف تحدّيًا جديدًا للحضور المسيحي في المجال العام. فما الذي أشعل الجمر النائم تحت الرماد؟ وهل تعزِّز الحركات المندّدة بـ«رهاب المسيحيّين» مسار العودة المتصاعدة إلى كنف كنيسة والإيمان؟
في إثر جريمةٍ هزّت مدينة ليون الفرنسيّة، خرج قبل أيّام أكثر من ألف شخص إلى ساحة الأمّة في العاصمة باريس ليكسروا حاجز الصمت حول اضطهاد المسيحيين. وكانت هذه المسيرة الأولى من نوعها في باريس ردًّا على مقتل اللاجئ العراقي المسيحي، آشور سارنيا، أمام الكاميرات. واتّخذت الوقفة طابعًا مسكونيًّا، إذ انضمّ مسيحيّون من طوائف متعدّدة ورفعوا صلبانًا وأعلامًا لفرنسا ولبنان والعراق وبلدان أخرى.
وقائع بالأرقام
ليس مصطلح «رهاب المسيحيين» حديث الولادة، بل هو تسمية تستعيد وقائع قديمة تُوثّقها الأرقام اليوم. ففي إجابةٍ مكتوبةٍ عن سؤالٍ موجّه إلى المفوضيّة الأوروبية، سُجِّلت 2444 حالة عنف في حقّ المسيحيين في 35 دولة أوروبيّة في العام 2023، منها 1000 حالة في فرنسا. وتتراوح الاعتداءات بين تدنيس الكنائس والرموز المسيحية (غالبًا 62% من الحالات)، والحرائق (10%)، والتهديدات (8%)، وأشكال العنف المباشر (7%) بحسب مرصد التعصّب والتمييز بحقّ المسيحيّين في أوروبا.

