مجدليا, الأربعاء 24 سبتمبر، 2025
تحتفل الكنيسة المقدّسة في 24 سبتمبر/أيلول من كلّ عام بتذكار القدّيسة تقلا، أولى شهيدات المسيحيّة. في هذه المناسبة، يُطلّ عبر «آسي مينا» شوقي زيادة، العضو في بلديّة مجدليا الواقعة في قضاء عاليه اللبنانيّ، ليُخبرنا عن تاريخ كنيسة البلدة وكيف احتفل أهلها بعيد شفيعتهم.
يقول زيادة: «تقع قرية مجدليا في قضاء عاليه بمحافظة جبل لبنان، وتتميّز بطبيعتها الجبليّة، ويعيش فيها المسيحيّون إلى جانب الدروز. في العام 1889، في أيّام المطران بولس مسعد، بدأ أهالي البلدة بناء كنيسة القدّيسة تقلا. كان رجال البلدة يعملون نهارًا في الحقول ويهتمّون ليلًا بتأسيس الكنيسة ووضع أساساتها، مستخدمين أدوات تقليديّة كانت معروفة في تلك المرحلة التاريخيّة. كذلك، أدّت النساء دورًا في هذا العمل الجبّار. وبعد نحو سنتين ونصف سنة من الجهاد والعمل الفرديّ لأبناء البلدة، أبصرت الكنيسة القديمة النور».
ويردِف: «في العام 1983، في خلال حرب الجبل، سقطت البلدة وارتقى في إثر ذلك 16 شهيدًا، ودُمِّرت الكنيسة بالكامل. في العام 1990، مع بداية مرحلة جديدة تُوِّجَت بمصالحة بين أهل الجبل، بدأ المسيحيّون يرجعون إلى قريتهم. وفي السنة الماضية، أي بعد 41 عامًا، وضع رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس عبد الساتر حجر الأساس لبناء كنيسة جديدة تحمل اسم القدّيسة تقلا، شفيعة البلدة. واليوم نسبة الدروز الذين يُسهمون في بناء هذه الكنيسة تؤكّد وجود محبّة وتضامن ونخوة في العمل».
ويكشِف: «مبنى الكنيسة ضخم ويقع على مساحة 860 مترًا تقريبًا. في المرحلة الأولى عَمِلنا على إنجاز القسم الأوّل من البناء الذي يتضمّن بيتًا للكاهن، إضافة إلى صالونين، أحدهما كبير. وفي المرحلة الثانية، نسعى إلى إكمال البناء».

