كنيسة مار ماما في إهدن اللبنانيّة… شاهدة على عبق التاريخ المارونيّ

كنيسة مار ماما في إهدن اللبنانيّة كنيسة مار ماما في إهدن اللبنانيّة | مصدر الصورة: ريما شحود

تحتفل الكنيسة المقدسة بتذكار القديس الشهيد ماما في 2 سبتمبر/أيلول من كل عام. في هذه المناسبة، نسلّط الضوء على كنيسة تحمل اسمه في بلدة إهدن اللبنانيّة وتُعدّ الكنيسة المارونية الأقدم في لبنان.

شُيّدت كنيسة مار ماما على أنقاض معبد وثني عام 749 في بلدة إهدن بقضاء زغرتا في شمال لبنان، على ارتفاع نحو 1500 متر عن سطح البحر. وهي تُعَدّ أقدم كنيسة مارونيّة لبنانيّة وتوجد فيها آثار عدّة؛ فنلاحظ أوّلًا أحجارًا ضخمة مختلفة الأشكال بارزة على الجدران كانت تُستخدم في الهياكل الوثنيّة، ومن ثم نشاهد نقشًا يونانيًّا على الحائط الجنوبي الخارجي للكنيسة يعود إلى العام 282 واكتشفه الفرنسي إرنست رينان سنة 1861. كذلك، توجد كتابة سريانيّة من أربعة أسطر موجودة على عمود داخل الكنيسة ومثبتة بالمقلوب، ما يشير إلى أنّها ليست في موقعها الأساسي، وترجمتها: «باسم الله القادر على إحياء الأموات». وبعدها تبرز قطعة فسيفساء ساطعة من خلف المذبح، وقطع فخار تعود إلى القرون الوسطى، إضافة إلى سرادق محفور عليه صليبٌ من جهة ونجمة من جهة أخرى.

بُنيت الكنيسة وفق الطراز التقليديّ: وُجهتها نحو الشرق، ومدخلها من الجهة الغربية، ودرجها إلى السطح خارجي، هو كناية عن حجارة منفصلة مثبتة في حائطها الغربي. قال عنها الطوباوي البطريرك إسطفان الدويهي في الفصل الخاص ببناء الكنائس في «منارة الأقداس»: «قسّمَ الآباء القديسون الهياكل الكبيرة إلى أقسام ثلاثة، أي قدس الأقداس، وبيت المقدس، والدار وفقًا لعدد الأقانيم الثلاثة، كما تبيّن من كنائسنا القديمة، مثل كنيسة القديس ماما في إهدن». ولم يبق منها اليوم غير سوقَين تفصلهما قناطر، بعد تهدّم السوق الشمالي بسبب شق طريق في محاذاة الكنيسة. وقد استُعملت هذه الكنيسة مدرسةً لأولاد البلدة، ثم أقفِل بابها وظلّت مهجورة مدّة طويلة. وفي العام 1974، رمّمتها مديرية الآثار بطلب من رئيس الجمهورية آنذاك سليمان فرنجية. وهكذا عادت وفتحت بابها أمام المؤمنين. تتألّف الكنيسة اليوم من حَنِيَّتَيْن ومصالِبَيْن معقودين بالأحجار، مفصولين بقناطر حجريّة، أحدهما إلى الشمال وعلوّه تسعة أمتار، وثانيهما إلى الجنوب وعلوّه ستة أمتار. ويقع جرن العماد ضمن الحائط الشمالي. وتثير الانتباه في هذه الكنيسة الصلبان المحفورة على جدرانها الخارجية والداخلية.

يا ربّ، في عيد هذا القديس الشهيد، علّمنا على مثاله كيف نعمل في حقلك، محصّنين بروح المحبّة والوداعة والعطاء بلا مقابل. 

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته