بيروت, الأحد 10 أغسطس، 2025
جيزيل فرح طربيه كاتبة وباحثة في مجال البِدَع. تطلّ عبر «آسي مينا» لتُشاركنا اختبارها الحيّ، وتُخبرنا كيف تحوّلت بنعمة الله من امرأة تُمارس هرطقات إلى عاشقة للمسيح، سائرة في ضوء تعاليمه المقدّسة.
تقول طربيه: «لا يمكننا وصف العلاقة بالله كأنّنا نتحدّث عن حدث عاديّ وعابِر. العلاقة بالله مختلفة؛ هي اختبار روحيّ عميق لا يفهمه إلّا من عاشه في الصميم. حين رَجِعتُ إلى ربّي تائبة عن ضلالي، أي منذ حوالى 25 عامًا، أصبحتُ كلّ يوم أحيا اختبارًا مع الله، حتّى وسط الأشياء الصغيرة، وأشعر بأنّ العناية الإلهيّة تُرافقني. وعندما أعود بالذاكرة إلى الماضي، ألمس بوضوح كيف كانت يد الله معي، حتّى وسط الأحداث السيّئة، وكيف أنّ الله استعملها لخيري. وإذا رجِعَ بي الزمن، سأعود وأعيش التجارب عينها، رغم قسوتها، إذ إنّها كانت لخيري: "وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعًا لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ، الَّذِينَ هُمْ مَدْعُوُّونَ حَسَبَ قَصْدِهِ" (رو 8: 28)».

وتُضيف: «الحياة مع الله شاقّة لكنّها شيّقة، فالمسيح أخبرنا أنّ السير معه للدخول من الباب الضيّق هو الذي يؤدّي إلى الخلاص. لكنّ طريق الموت والهلاك واسعة، وكثيرون سلكوا فيها. عندما نتعلّم الثبات بمحبّة المسيح، نسير وسط التحدّيات، ولا نهاب شيئًا رغم الضعف. لهذا أعطانا الله كلمته، أي الكتاب المقدّس، وخبرات القدّيسين، والصلوات في الكنيسة، والأسرار المقدّسة، خصوصًا سرّ الإفخارستيا، حتّى نتغذّى ونتحصّن بالقوّة ونواجه الصعوبات».