عبرين, الأحد 3 أغسطس، 2025
وسط تلال بلدة عبرين الوادعة في شمال لبنان، يقع دير راهبات العائلة المقدّسة المارونيّات، حيث يرقد بطريرك لبنان الكبير إلياس الحويّك الذي جسَّد بثباته ومواقفه وحنكته معنى القيادة الروحيّة والوطنيّة وأدّى دورًا حاسمًا في استقلال بلد الأرز. هذا المكان العابق بالإيمان يحتضن بين جدرانه ذاكرة شعب وإرثًا من النضال والحكمة. في هذا الإطار، تُطلّ عبر «آسي مينا» الأخت هلا طنّوس لتُخبرنا عن تاريخ هذا الدير وما يُمثّله بالنسبة إلى ضمير الأمّة.
تقول طنّوس: «كانت فكرة تأسيس جمعيّة رهبانيّة نسائيّة رسوليّة تُراود البطريرك الياس الحويّك منذ بدايات حياته الكهنوتيّة، إذ رأى بأمّ عينه، في خلال زياراته الرعويّة، الفقرَ والجهل والزواج المبكر وغياب الثقافة بين الفتيات. وأدركَ وقتئذٍ ضرورة تأسيس جمعيّة رهبانيّة نسائيّة تُعنى بتربية الفتاة، فينهض المجتمع ويتطوّر، ويزول الجهل والفساد».

وتُضيف: «شاءت العناية الإلهيّة أن يزور البطريرك الحويّك بلدة كفيفان، حيث التقى الأمّ روزالي نصر والأخت ستيفاني كردوش اللتين قدِمتا من الأراضي المقدّسة، فعرض عليهما فكرة إنشاء الجمعيّة وهدفها ورسالتها. رحَّبت الأمّ روزالي بالمشروع، وفي العام 1895 تأسَّست رسميًّا جمعيّة راهبات العائلة المقدّسة المارونيّات، وتتجلّى رسالتها في رعاية العائلة في دور الحضانة والمدارس، وفي الخدمة الرعويّة، وداخل المؤسّسات الاستشفائيّة».




