أنطوان مراد: الصحافيّ الحرّ صوت الحقيقة في عالم متغيِّر

أنطوان مراد أنطوان مراد | مصدر الصورة: أنطوان مراد

تُشكّل حرّيّة الصحافة مساحة للصحافيّين، بشكل فرديّ وجماعيّ، لاختيار المعلومات المرتبطة بالمصلحة العامّة، وإنتاجها ومن ثمّ نشرها، بعيدًا من التدخّل السياسيّ والاقتصاديّ والقانونيّ والاجتماعيّ، ومن دون أيّ تهديدات ضدّ سلامتهم الجسديّة والعقليّة. في هذا الإطار، يطلّ عبر «آسي مينا» الصحافيّ اللبنانيّ أنطوان مراد ليُخبرنا عن مفهوم حرّيّة الصحافة وصفات الصحافيّ المهنيّ.

يقول مراد: «حرِّيَّة الصحافة هي من الحرِّيّات الأساسيّة التي كَفَلها الإعلان العالميّ لحقوق الإنسان، وهي تأتي تحت عنوان حرِّيَّة التعبير. ومن الضروريّ أن تتمتّع هذه الحرِّيَّة بحماية دوليّة، ومن جانب كلّ دولة منضوية تحت لواء الأمم المتّحدة. ومع وجود وسائل التواصل الاجتماعيّ، بات كلّ شخص يعدّ نفسه صحافيًّا، وهكذا أصبح الصحافيّون يستفيدون من هذه الوسائل لنشر أمور عدّة، بالإضافة إلى الوسائل الإلكترونيّة والصحافة التقليديّة، المكتوبة والمرئيّة والمسموعة».

ويُتابع: «تأخذ حرّيّة الصحافة مساحة أوسع اليوم، لكنّها تَتَفلَّت من الضوابط، لأنّه لا يوجد قانون في لبنان يضبط حرِّيَّتها وحرّيّات النشر المتعلّقة بالمواقع الإلكترونيّة ووسائل التواصل الاجتماعيّ والوسائل التقليديّة. بالتالي بات قانونا الإعلام والمطبوعات في بلدنا قديمَين، ولا يتوفّر قانون لوسائل التواصل الاجتماعيّ، فيؤدّي ذلك إلى إيجاد مساحة حرِّيّة واسعة، ممّا يجعل التفلُّت الحاصل في أحيان كثيرة مفيدًا، لأنّه لا يخضع لضوابط أو تهديدات معيّنة، من أيّ سلطة كانت».

أنطوان مراد. مصدر الصورة: أنطوان مراد
أنطوان مراد. مصدر الصورة: أنطوان مراد

ويوضح: «على الصحافيّ المُخلص لرسالته أن يكون حرًّا ومُتحرّرًا من الضغوط السياسيّة والمادّية كلّها. لكنّ الظروف الاقتصاديّة الصعبة التي يعرفها الصحافيّ اللبنانيّ تجعل الكثير من الصحافيّين يتأثّرون بالمُغريات المادّية، فيُجبَرون على قول ما لا يريدون قوله، من أجل الحفاظ على عملهم، وهذا يؤثّر سلبًا في ضمائرهم».

ويُضيف مراد: «رغم ذلك، هناك صحافيّون فرضوا حضورهم من خلال نزاهتهم وحِرفيّتهم، إلى درجة أنّ المغريات لم تعُد تؤثّر فيهم، وهم يشكّلون نسبة قليلة بين الصحافيّين. على الصحافيّ الحرّ أن يلتزم الحقيقة، فهي طريقه إلى الحقّ. والصحافيّ لا يخاطب السلطة العامّة إلّا من باب المعارضة في أكثر الأحيان، بينما هو يخاطب باستمرار الرأي العامّ الذي له موقفه الأوّل في تقدير عمل الصحافيّ وما يقدّمه».

ويخبِر: «في أحيان كثيرة، نجد الخوف في لبنان مشروعًا لإثارة الرعب في نفوس الصحافيّين. لقد رأينا عمليّات اغتيال صحافيّين بارزين على مرّ العقود، قبل الحرب أو في خلالها أو بعدها، وحتّى لو لم يتمّ اغتيالهم، هم معرّضون للتهديد أو للاعتداء الجسديّ. وهذا الأمر يؤثّر سلبًا في القدرة على بلوغ الحقيقة».

ويختِم: «يجب على كلّ صحافيّ أن يعمل على ذاته وألّا يذهب في الدروب السهلة، بل أن يفتّش عن المهمّات الصعبة وعن المواضيع الأكثر أهمّيّة، حتّى يتمكّن من فرض ذاته فيصبح من الصعب تجاوزه، وكي يغدو مرجعًا يُعتمد عليه في الحصول على الخبر ونشره. وبالتالي، يجب على الصحافيّ أن يتمتّع بالجرأة ويوسّع آفاقه الثقافيّة حتّى تنجح رسالته، وهكذا يأخذ مكانه بين الصحافيّين البارزين».

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته