ما دور المؤمنين الكاثوليك بعد الاستحقاق الانتخابي؟

الانتخابات في لبنان-صورة الانتخابات في لبنان | Provided by: Guitta Maroun/ACI MENA

"أيها الشعب اللبناني، انفض عنك غبار التبعيّة، واستعد عنفوانك، وحرّر قرارك، وأعد بناء دولتك على أساس القيم التي تأسّست عليها، وسار على هديها الآباء والأجداد" (نداء البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي إلى الشعب اللبناني قبيل الانتخابات النيابيّة-2022).

بعد انتهاء الاستحقاق الانتخابي في لبنان، كيف يتجلّى دور المؤمنين وفق تعليم الكنيسة الكاثوليكيّة؟

دور المؤمنين بعد الانتخابات

في حديث خاصّ لـ"آسي مينا"، رأى أمين السرّ العام في الرهبانيّة المارونيّة المريميّة الأب روي عبد الله وجوب أن يبني المسيحيّون الكاثوليك حياتهم على الرجاء المسيحي بعدما أدّوا واجبهم تجاه قيصر، وأن يثقوا بأن مشيئة الله ستتمّ في الأرض، متمسّكين بالرجاء في الأبانا: "لتكن مشيئتك، ليأتِ ملكوتك كما في السماء كذلك على الأرض".

وأوضح أن هذا الأمر لا يعني أن الأرض هي السماء، بل نحن نترجّى أن نعيش السماء فيما نحيا على الأرض لأن الربّ يقول لنا: أنتم موجودون هنا لكنكم لستم من هذه الأرض، مضيفًا: علينا أن نبقى متنبّهين إلى أننا لا نشبه هذه الأرض ولا يمكننا تغييرها وتحويلها إلى جنّة في لحظة واحدة.

الأب روي عبد الله. Provided by: Father Roy Abdallah
الأب روي عبد الله. Provided by: Father Roy Abdallah

وشدّد الأب عبد الله على أن دور المسيحيين بعد الانتخابات يكمن في التمسّك بالرجاء، والثقة بأننا إذا أكملنا مسارنا الصحيح والعمل وفق ضميرنا، فإن الظروف ستتغيّر وإن استغرقت وقتًا طويلًا.

وقال: إن دور المسيحي يتمثّل في التفاؤل بغد أفضل وزرع الرجاء أينما كان، سواء أكان في عمله أم أسرته أم بيته، إذ إننا لا يمكننا أن نجعل أبناءنا يعيشون المزيد من الأزمات، لافتًا إلى أن هذا الأمر لا يصبح واقعًا من دون المسيح.

وتابع الأب عبد الله: عندما شهد التلاميذ موت يسوع، اعتقدوا أن لا غد مقبلًا، لكنهم في المقابل شهدوا أن المسيح قائم من الموت، فعاد إليهم الرجاء الذي حملوه وواجهوا العالم به لأنهم عانوا من الاضطهاد واستشهدوا من أجل الحقّ والحقيقة. يجب على المسيحي أن يعيش الحقيقة التي كان مقتنعًا بها إذا صوّت من أجلها، وأن يعمل وفق ضميره ويكمل إلى النهاية.

عيش الرسالة وسط العاصفة

إلى ذلك، أكد الأب عبد الله أن الرجاء الذي يحمله المسيحي في قلبه لا يحتفظ به من أجله فقط بل من أجل الجميع، كون رسالتنا كمسيحيين تكمن في عيش رسالة يسوع وسط العاصفة والصراع وعدم الوضوح، إذ يجب علينا حماية الآخرين والوقوف إلى جانبهم وتشجيعهم ومساعدتهم على الأصعدة كافة وبثّ الأمل في النفوس اليائسة.

وأضاف: يجب علينا أيضًا قبول أن نكون فقراء ومتواضعين من أجل العدالة ودعم إخوتنا ليعبروا هذه المرحلة الصعبة، بعدما لمسنا تقصيرنا في مواضع عدّة.

وختم الأب عبد الله حديثه عبر "آسي مينا"، داعيًا إلى السماح ليسوع المسيح بالحضور الفعلي في حياتنا وحمله إلى الإخوة، هو مَنْ حدثت تغييرات في زمنه وظنّ كلٌّ من التلاميذ أن التغيير آتٍ حسب وجهة نظره، لكن الحقيقة تمثّلت في وجوب الموت على الصليب من أجل العدالة والحياة والحقّ والسلام، كي نعيش القيامة ونشهد التغيير الذي حلمنا به في بلادنا.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته