عيد القدّيس جرجس… كنيسة لبنانيّة تُكرّم شفيعها عبر محطّات روحيّة متنوّعة

كنيسة مار جرجس في زحلة، لبنان كنيسة مار جرجس في زحلة، لبنان | مصدر الصورة: خليل جحا

تحتفل الكنيسة المقدّسة بتذكار القدّيس جرجس في تواريخ مختلفة، منها 23 أبريل/نيسان من كلّ عام. في هذه المناسبة، يُطلّ عبر «آسي مينا» خليل جحا الذي يملك وثائق تاريخيّة تتعلّق بكنيسة مار جرجس الواقعة في حارة التحتا في مدينة زحلة اللبنانيّة، ليُخبرنا عن المراحل التاريخيّة التي مرّت بها وأبرز نشاطاتها في عيد شفيعها.

يقول جحا: «تأسّست الكنيسة عام 1740 لضرورات عدّة، أبرزها تزايد عدد السكّان نتيجة الهجرة المتواصلة من بعلبك والبقاع والمتن وسوريا وأماكن أخرى. ثمّ برز خلاف بين عائلتَي مسَلِّم وغرَّة، كونهما تتشاركان معًا كنيسة مار ميخائيل، ولكي لا يتفاقم الإشكال، اتُّفِق على بناء كنيسة أخرى. لكن بمرور الوقت، انتهى الخلاف وسادت المحبّة بين العائلتَين».

خليل جحا. مصدر الصورة: خليل جحا
خليل جحا. مصدر الصورة: خليل جحا

ويضيف: «في العام 1860، اندلع حريق في مدينة زحلة، لكنّ الله صان كنيسة مار جرجس وظلّت صامدة بنعمته. وهذه الكنيسة ترعاها اليوم الرهبانيّة الباسيليّة الحلبيّة الكاثوليكيّة، ويُدبّر شؤونها الأب أنيس غنمة».

كنيسة مار جرجس في زحلة، لبنان. مصدر الصورة: خليل جحا
كنيسة مار جرجس في زحلة، لبنان. مصدر الصورة: خليل جحا

ويُخبِر: «أبناء زحلة ينتظرون عيد القدّيس جرجس بفرح عظيم، إذ بحلوله يُعلنون نهاية فصل الشتاء وبداية الربيع. وفي ليلة العيد، تُقام صلاة الغروب التي يترأّسها عادةً الرئيس العام للرهبنة الحلبيّة بمساعدة مجموعة من الكهنة الحلبيّين، وفي بعض الأحيان، يُحتفَل بالقدّاس بعد هذه الصلاة».

كنيسة مار جرجس في زحلة، لبنان. مصدر الصورة: خليل جحا
كنيسة مار جرجس في زحلة، لبنان. مصدر الصورة: خليل جحا

ويُتابع جحا: «في يوم العيد، في 23 أبريل/نيسان، تُقام سلسلة قداديس قبل الظهر وبعده وعند المساء. ويُحتفَل بالذبيحة الإلهيّة وفق الطقس البيزنطيّ والمارونيّ. ويَحتفِل بالذبيحة الإلهيّة أحد الكهنة من دير مار يوسف الأنطونيّ، وبعدها في أوقات كثيرة يُقام القدّاس وفق الطقس الأرثوذكسيّ. وهكذا تتجلّى وحدة الكنيسة في تذكار القدّيس جرجس».

ويشرح: «من النشاطات التي تُميّز هذه الكنيسة هو الاحتفال بعيد الورديّة المقدّسة في الأحد الأوّل من أكتوبر/تشرين الأوّل، إذ ينطلق المؤمنون بصلاة الورديّة المقدّسة، وبعدها يُحتفل بالذبيحة الإلهيّة، ومن ثمّ تُنظّم مسيرة يتخلَّلُها زياح يشارك فيه المؤمنون إلى جانب الفرق الموسيقيّة والأخويّات والكشّافة والجمعيّات. فيتوجّهون أوّلًا صوب سوق زحلة الأثريّ، سوق البلاط، وبعدها يمرّون بجانب كنيسة القدّيسة تقلا والقدّيسة رفقا ومار أنطونيوس، ويعبرون بجوار كنيسة ودير مار يوسف الأنطونيّ، وأخيرًا يصلون إلى مزار سيّدة الورديّة. وهكذا تُختتم هذه المسيرة العظيمة التي ينتظرها الناس سنويًّا».

كنيسة مار جرجس في زحلة، لبنان. مصدر الصورة: خليل جحا
كنيسة مار جرجس في زحلة، لبنان. مصدر الصورة: خليل جحا

ويختم جحا: «أسأل الربّ بشفاعة القدّيس جرجس أمير الشهداء أن يُثبّت عزيمتنا في ساعة التجربة، حتّى نبقى أمناء لكلمة المسيح وكنيسته. وأطلب منه أيضًا أن يعمّ السلام في لبنان والعالم، وأن يُنير الروح القدس عقول مسؤولينا بهدف الحفاظ على قيَمنا المُهدَّدة بالتزعزع. وأخيرًا أسأله أن يحفظ كلّ من يحمل اسم جورج وجورجيت».

كنيسة مار جرجس في زحلة، لبنان. مصدر الصورة: خليل جحا
كنيسة مار جرجس في زحلة، لبنان. مصدر الصورة: خليل جحا

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته