حبيب يونس: سجني علّمني أنّ الإنسان أقوى من مشكلاته

حبيب يونس حبيب يونس | مصدر الصورة: حبيب يونس

الشاعر حبيب يونس أستاذ جامعيّ ومرجع في اللغة العربيّة وفي حقلَي الأدب والثقافة. برز اسمه في الإعلام المكتوب والمرئيّ، مؤكّدًا أنّ الحياة رسالة يجب الحفاظ فيها على المبادئ والمُثُل، والعمل من أجل تحقيقها ونشرها. يُطلّ اليوم عبر «آسي مينا» ليُشاركنا اختباره الحيّ الذي يُحاكي الروح والوجدان.

يقول يونس: «ألمس حضور الله في كلّ لحظة ومفصل في الحياة، وكيفما أتحرّك أقول "يا ربّ" وألجأ إليه في كلّ شيء. كذلك، أخصِّص مساحة واسعة لذكر الله في شعري، وأستوحي من الإنجيل والتعابير الدينيّة صورًا كثيرة لكي أعزّز قصيدتي».

ويضيف: «يوحي عدد من دواويني بالقداسة؛ ففي ديواني "يا رَيْت عِلّيْت السَّما شي شْوَيّ"، توجّهتُ إلى الله بالقول: نحن أولاد هذا الجرد، حيث اختبرنا التعب والقسوة، فيا ليتك علّيْت حدود السماء أكثر ممّا هي عليه، حتّى نستحقّك ونستحقّ هذا الوطن».

حبيب يونس. مصدر الصورة: حبيب يونس
حبيب يونس. مصدر الصورة: حبيب يونس

ويُخبِر: «في ديواني "شغل محابيس" الذي كتبته بينما كنتُ سجينًا، اكتشفتُ في الزنزانة حيث كنتُ أنام بلاطًا خزفيًّا (بورسلان)، وحين كانت تلامسه أشعّة الشمس صباحًا، كان يظهر عليه من بدا أنّه المسيح. اعتبرتُ هذا البورسلان أهمّ كاتدرائيّة زرتُها في العالم وقد عَنَت لي الكثير، وكنتُ أصلّي فيها متحمّلًا وجعي حتّى لو لم يكن هناك ضوء».

ويُتابع: «قرأتُ للقدّيس الإسبانيّ خوسيه ماريا دي إسكريفا عبارة "من يتَّكل على الله في حياته لن يخسر معركة". فماذا أريد أفضل من تلك التعزية؟! قوّة الله معي وتنير دربي، لهذا أُجسّد بالقول والعمل عبارتَي: "ربّي أنت طريقي"، و"اترك كلّ شيء واتبعني"».

ويؤكّد يونس: «علّمتني تجربتي في السجن أنّ الإنسان يبقى أقوى من كلّ مشكلاته، وأنّه قادر على تجاوزها من خلال التسلّح بالحكمة والهدوء، والابتعاد عن الانفعال والغضب، لأنّهما مستشاران سيّئان له».

ويواصل حديثه: «أنا أسير باستمرار في حياتي وفق هذا النهج، وأحاول من خلال الحكمة والتفكير الصحيح إيجاد نافذة أسعى بواسطتها إلى تلافي أيّ إحراج وسط ضغوط العمل».

حبيب يونس. مصدر الصورة: حبيب يونس
حبيب يونس. مصدر الصورة: حبيب يونس

ويكشف: «كلّ يوم ثلاثاء، لديّ وقفة روحيّة تتمثّل في زيارة كنيسة صغيرة في جامعة القدّيس يوسف، حيث أصلّي وأتأمّل وأشعر بعظمة الله. وأعتبر هذا السلوك مميّزًا في حياتي وأشكر الله عليه».

ويُكمل: «أشكر الله كلّ يوم، أوّلًا على صحّتي، وعلى أنّ عائلتي بخير، ومن ثمّ أشكره على أنّني لا أواجه مصائب على الرغم من الأزمات التي عرفناها. والقناعة التي ترعرعنا عليها ساعدتنا في التغلّب على المحنة التي عصفت بنا، وفي تخطّيها بأقلّ ضرر».

ويُردف: «أسأل الناس جميعًا، خصوصًا شباب اليوم، أن يعملوا بنصيحة ربّنا: "لا تعبدوا ربَّيْن: الله والمال". فأين خيارنا وسط هذا العالم الذي سقطت فيه القيم وحقوق الإنسان، وهو يعبد الإله الأخضر؟ أنا أعبد الإله الحقيقيّ. ويقول البابا بنديكتوس السادس عشر: "حيث يكون الله يكون الغد"».

ويختم يونس: «أشهد أنّ أبواب جحيم دول القرار التي تعبد الإله الأخضر لن تتمكّن من إلهنا وكنيسته».

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته